ما كانَتِ الْآلافُ هذي شِرْذِمَهْ *** يا مَنْ يُراوِغُ شَعْبَنا لِيُقَسِّمَهْ
اللهُ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءِ في *** مَلَكوتِهِ حَتّى يَنالَ التَّكْرِمَهْ
وعَلى الْمَلائِكِ إِذْ تَقَدَّمَ وَارْتَقى*** بِالْعِلْمِ لا بِالْمالِ رَبّي قَدَّمَهْ
(اقْرَأْ) … تَلا جِبْريلُ أَوَّلَ آيَةٍ *** إِذْ جاءَ بِالْوَحْيِ النَّبِيَّ وَعَلَّمَهْ
فَغَدا بِفَضْلِ اللهِ خَيْرَ مُعَلِّمٍ *** بِالذِّكْرِ وَالْأَخْلاقِ رَبّي عَظَّمَهْ
قَدْ كَرَّمَ الرَّحْمنُ كُلَّ مُعَلِّمٍ *** أَتُهينُ مَنْ رَبُّ الْخَلائِقِ كَرَّمَهْ؟!
لَيْسَ الَّذينَ يُطالِبونَ بِحَقِّهِمْ *** في الْعَيْشِ أَحْرارًا عَبيدَ الْأَنْظِمَهْ
خابَ الَّذي سَلَبَ الْمُعَلِّمَ حَقَّهُ *** أَوْ رامَ مِنْ أَحْلامِهِ أَنْ يَحْرِمَهْ
كَمْ مَرَّةٍ وُعِدوا بِبَعْضِ حُقوقِهِمْ *** لكِنَّما نَقَضَ الْعُهودَ مُسَيْلَمَهْ
لَمْ يَطْلُبِ الْأُسْتاذُ غَيْرَ حُقوقِهِ *** وَلِغَيْرِ رَبّي لَمْ يُقَدِّمْ مَظْلَمَهْ
لَوْلا أَساتِذَةٌ أَضاءوا دَرْبَنا *** دَوْمًا لَعُدْنا لِلْعُصورِ الْمُظْلِمَهْ
هُمْ كَالشُّموعِ الْبيضِ تَحْرِقُ نَفْسَها *** حَتّى تُضيءَ لَنا اللَّيالي الْمُعْتِمَهْ
لا خَيْرَ فيمَنْ يُنْكِرونَ جَميلَهُمْ *** لا خَيْرَ في شَعْبٍ يُهينُ مُعَلِّمَهْ
لَيْسوا بِشِرْذِمَةٍ فَكُلُّ بُيوتِنا *** فيها ثِمارُ مُعَلِّمٍ وَمُعَلِّمَهْ
مَنْ يَحْكُمونَ بِلا انْتِخابٍ شَعْبَنا *** هُمْ، يا عَبيدَ الظّالِمينَ، الشِّرْذِمَهْ
جواد يونس