21 مارس, 2016 أمي ووطن
و اتصلت يسبق لهفتها
هَطْل بالدمع يُبلّلها
ضمّتني عبر اللاسلكي
وكأنّي في مرمى يدها
سألتني عن حال وليدٍ
ذاك المكلوم بــ غيبتها
سألتني عن كلّ رفاقي
عن أم فلان و ابنتها
عن أهل الحارة أجمعهم
بالإسم و تذرف دمعتها
سألتْ و بصوت مخنوقٍ
عن وطنٍ رافق غربتها
أبكتني .. أقسم أبكتني
ألقتني ميتاً نهدتها
ماذا سأجيبك أم ماذا
و الحالة كُشفت سَوأتها
وطني مسروقٌ يا أمي
و الشام تموت بحسرتها
و الجوع نديمٌ و مُقيمٌ
يأكلها .. يلعق قصعتها
و حصارٌ مرٌّ يا أمي
كعجافٍ تنبشُ تُربتها
تلك الأحلام نسيناها
كابوس الفُرقةِ فتّتها
امّاهُ .. غدونا أحزاباً
و كتائب عَقت ثورتها
هُدنٌ بالذّل .. مُصالحةٌ
و الحُرّة بيعتْ عفّتها
و كرام الناس تُداس هُنا
تَغمسُ بدماء لقمتها
قادتنا فُتنت وا أسفي
أعمى الدولاد بصيرتها
ما قبل و بعد أضاعونا
طُرقاتي شُلّت خطوتها
كَفرَت بالثورة آهاتي
مذ ركِبَ العاهرُ صهوتها
خنقتني العَبرة فاتنهزتْ
أمّي لتواسي .. فُرصتها
قالت .. و تُربِّتُ أوجاعي
صبرا ولداهُ .. بــ رقّتها
إنْ عُدتم .. عادت شوكتكم
بــ دِما الشّهداء و حُرمتها
عودوا لله ..سينصركم
و دَعوا الألقاب بــ رمّتها
الله أكبر .. قولوها
و رضاها يسبق دعوتها
بأمان الله ضيا عيني
و انقطع الخط بلحظتها
غابت و الصوت بوجداني
أمي .. كم تقتُ لعودتها
وليد عبيد