كــلُّ الــشِّــعـاراتِ فـي الأقــوامِ أوْهـــامُ ولـيـس فـيـهـا عـلى الأيَّـــامِ إبــرامُ

كـمْ خــادَعـــونــا بــأقـــوالٍ مُــنــمَّــقـــةٍ وسَــوَّقـوهـا كـمـا تـنـسـابُ أحــلامُ

مِـثْـل الـسَّرابِ بـدرْبِ الـمَـرءِ يـحـسـبُـه مـاءً ولــيـس بـــه مـــاءٌ وأوْجـــامُ (1)

مــا كــلُّ مــا لــمــعَــتْ أشـكـالُـهُ ذهَــبًا فـبـعـضُهُ زائــفٌ والـلَّــمْـعُ إيـهـامُ

ولـيْـس كـلُّ سَــحـابٍ يــقـتـضي مَـطَـرًا بعضُ السَّحابِ عديمُ الـقطرِ صوَّامُ

والـفَـجْـرُ فـجْـرٌ كَــذوبٌ فــيـهِ ظُـلْـمَـتُـهُ والفـجـرُ فـجْرٌ صدوقُ الـنُّورِ بسَّامُ

فـأيْـن حــريَّــةُ الــتَّـعـبـيـر إنْ صَـدقـوا وأيــن مــنــهُـم أقــاويــلٌ وإعـــلامُ؟

لـيستْ سـوى لـشـذوذِ الـجـنـسِ مـاثـلـةً ولـيس فـيـهـا بـغـيْـرِ الجنسِ إلـمامُ؟

فــكــمْ أشــادوا بِــلُــوطِــيٍّ وســـافِــلـةٍ وكمْ تصدَّتْ لعـرضِ العُـرْيِ أفـلامُ

وكمْ تـمادَوْا بـشتْـمِ الـدِّيـنِ في صَـلَـفٍ وشَـتْـمِ سَـيِّـدِنـا الـمخـتـارِ أوْ هـاموا

وكــلُّ هـــذا بــأســـمــاءٍ مُــضــلِّــلــةٍ يـبُـثُّـهـا فـي غـيـابِ الـعَـدلِ أقــزامُ

وهــمْ إذا مـا تـجــرَّا واحــدٌ وحَـكــى عـن الـجـرائـمِ نـالـتْ مـنـهُ أحـكـامُ

بالحظْ/رِ والمنعِ يجري في مـنصَّتِهِـمْ كـأنَّـمـا الأمـرُ فـي الأشـياءِ إرغامُ

كمْ باركوا الـقـتـلَ والإرهابَ في بـلَـدٍ يـجـتـاحـه مُـجـرمٌ طـاغٍ وإجــرامُ

ولـمْ يـرَوْا ما دهى السُّكَّانَ من نُـوَبٍ ولـمْ تـعــبِّـر عـن الـتَّـدمـيـرِ أقلامُ

وأسـبـغـوا الـلَّـوْمَ والـتَّشنيعَ في قِـحَةٍ عـلى الـضَّـعـيـفِ وقـد نابَتْهُ أسقامُ

هذا هو الغَ/ربُ في الأوْحالِ مَنـزِلُهُ ولـمْ تَـمِـلْ فـيـه لـلإنـصافِ أفـهامُ

هـذا هـو الـغَ/ربُ عـرَّتْـه مـواقِــفـهُ وأثْـبـتَـتْ زيْـفَـهُ فـي الـحكمِ أرقامُ.

(1) الأوجام والآجام: النخيل الكثير، والأبنية يهتدى بها في الصحارى.

محمد عصام علُّوش