بئسَ الجنايةُ

من غربةٍ ولغربةٍ سَأسيرُ
َأنا من كواه بناره التهجير

هُوَ ما يزالُ دمي بِخطوي شاهدًا
َأنَّي الشريدُ التائهُ المكسورُ

عافت خطايَ مسالكُ الدنيا التي
ضاقت عليَّ كأنني مسعورُ

أَنَّى اتَّجهتُ أرى العيونَ تَرُدُّني
وتقولُ لي: أَنْ عُدْ ؛هنا محظورُ

فمتى أعود إلى بلادٍ حرَّةٍ
عنوانها التفكيرُ لا التكفيرُ؟

ما أفدح التهجيرَ فهْو جِناية!
بئْس الجنايةُ ما لها تبريرُ

ما ذنب مَن أقلعتَ مِن وطنٍ به
نَلقَى السكينةَ أيها المغرورُ؟

ناصرتَ أعدائي فصرت ظهيرَهم
حاصرتَ حُلمي ما نَهاك ضميرُ

أَمِن المروءة أن تخونَ أُخُوَّةً
بتٱمُرٍ منه الجبال تَمورُ

دنياك قد غَرَّتك ؛دينَك بِعتَه
قد ضلَّ سعيُكَ مذْ جَفاكَ النورُ

أعماكَ غَيُّكَ ما انتبهتَ لِصرخةٍ
للنازحين فمَن عَداكَ يُجيرُ؟

سارِعْ ؛كفاك هوىً؛ بخالصِ توبةٍ
فالحال أدهى؛إنه لَمريرُ

منه شكا قلب المُهَجَّرُ بل بكى؛
من حسرةٍ قد خانه التعبيرُ

عبد العزيز كرومي
المغرب