1 فبراير, 2024 في ليلة باردة
في ليلة باردة
تدومُ ليالي بردِنا و تَطولُ
و يُنهِكُنا قرُّ الشِّتا و يَصولُ
تَغلْغلَ صَقْعُِ البردِ في كلّ خَلْجَةٍ
لهُ وَخْزُ شوكٍ في العِظامِ وبيلُ
و نرسُمُ حُلْماّ دافئاّ و مُنعَّماً
و أنّى لأحلامِ التّعيسِ قبولُ ؟!
أيا بردُ..! رِفْقاً في شَريدٍ مُعذَّبٍ
وهل لوداعِ الشارِدينَ سبيلُ؟!
أحاطَتْ بهم أمواجُ بردٍ كلُجَّةٍ
و سودُ البلايا في الرّبوعِ نزيلُ
و في عتْمةٍ أمستْ غطاءً لنائمٍ
تكوَّمَ جسمٌ في العراءِ نحيلُ
فتاةٌ تَلوّتْ في رداءٍ مُمَزَّقٍ
و قد ضاعَ حِسٌّ دافِئٌ و جميلُ
تيبّسَ جفنٌ و استفاضَتْ مَدامِعٌ
و جفّتْ أمانِيٌّ و ضَنَّ بخيلُ
فلا ينقُرُ الأسماعَ إلّا تَأوُّهٌ
و لا يطْرقُ الأبوابَ إلّا عَويلُ
فلا أُنْسَ إلّا في مُواءٍ لقطّةٍ
تطوفُ على الفُضْلى دُجىً و تَجولُ
و لا كفَّ تحنو في الظّلامِ بِرَأْفَةٍ
و لا ركنَ بيتٍ في الخطوبِ ظليلُ
هو البرْدُ يَهوي بالجسومِ إلى الرّدى
هو البؤسُ..يطوي أَنْفُساَ فتَزولُ
هو الجوعُ يثوي في الخوالِجِ ضارٍياً
يُطيلُ..و في لُبْثِ المصائبِ طولُ
محمود أمين آغا