بـدرٌ على وجـهِ الـفـرات بـدا لي
يـغـفـو بـحـضن الـماء كـالأطـفالِ
..
شربَتْ سناه الضفـتان فأيقـظتْ
دفّـاق أحـلامي وفـيـض خـيـالي
..
وبـدتْ نـجـوم الـذكـريـات بـوارقـاً
يذكين ومضات السنـيـن حـيالي
..
يـا وهـجَ أيـامـي أمـا مـن عـودةٍ؟
يا شوق روحي ما فعلتَ بحالي؟
..
أيـام كــنـا والــضـيـاء رفــيــقــنـا
مـا خـلـتُ ذيّــاك الـسنـا لــزوالِ
..
أنا راحلٌ من قـصر أحـلامي إلى
دوّامــة الـمــجــهــول والأهــوالِ
..
قـهـراً وظـلماً صادرتـني غربـتي
في عـالـمٍ يسطـو على الآمـالِ
..
وطني ضياعٌ في دهاليز الدجى
ومــتــاهـةٌ مـن حـيــرةٍ وسـؤالِ
..
حتّـامَ يا وطن الأنين بنا الخطى
تنأى وقد عبرت خطى الأجـيـالِ
..
فمتى ستنفض راحـتاكَ غبارنا؟
ويـعـود فيـنـا صوتـك المـتــعالي
..
هي كبوةٌ فانهض عظيماً لم تزلْ
رغم الـجـراح ورغـم كل مُـحـالِ
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام