دعهم يكيدون ما شاءوا وما رغبوا
ما زلتَ في قـمّـة العـلياء تـنـتـصبُ
..
دعهم يظـنّـون ما يُرضي مخاوفهم
إذ أبصروك على هام الردى تـثـبُ
..
يا عاليَ الشأن والتاريخ ملحـمـةٌ
تحكي بزوغك مهما أُسدلتْ حُجبُ
..
تبقى برغم ظلام الدهر مؤتـلقـاً
وتستفيـق على أعتابك الحـقـبُ
..
غـداً يـدور بـك الـتـاريـخ دورتـه
ومن رمادك يجتاح المدى لـهبُ
..
مَن للنوائب الّا الراسخيـن ومَن
إلّاك يا وطـنـاً للخطب يُـنـتـدبُ
..
ماذا يقولون؟ ذي حطين آتـيـةٌ
والزحف يوشك والميعاد يقتربُ
..
ماذا يقولون لو آن الأوان غداً
واجتاحهم بالمنايا جحـفـلٌ لجبُ
..
غداً ولا بـدّ من يـومٍ يـكـون لـنـا
فيهم بما قتلوا ظلماً وما اغتصبوا
..
نحن الذين سنبقى للورى أملاً
وعنـفـواناً له التاريخ يـنـتسبُ
..
فاستبشري يا رحاب القدس وابتسمي
مهما دجـا الليل واشتـدّت بكِ الكُـرَبُ
..
آتـون نـحمل نصراً عـزّ مطلبـهُ
ومَن سوانا لنيل النصر يُرتـقـبُ؟
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام