#في_بلاد_البؤس

وَيَـحْدُثُ أَنْ تَـمُوتَ وَأَنْـتَ حَـيُّ
وَفِـيـكَ مِــن الـعَنا وَجَـعٌ وَغِـيُّ

وَيَـحْـدُثُ أَنْ تَـعِـيشَ بِــلا دَوَاعٍ
عَـلَـى أَرْضٍ بِـهَـا مَــاتَ اَلـرُّقِـيُّ

رَضَعَتَ اَلْحُزْنَ مِنْ ثَدْيِ اَلْمَآسِي
وأنــتَ عَـلَـى تَـجَـرُّعِهِ صَـبِـيُّ

وَمِـنْ رَحِـمِ اَلْـعَنَاءِ وُلِـدتَ كَهْلاً
وَعُـمْرُكَ فِـي اَلْمَوَاجِعِ مُنْطَوِيُّ

بِـلَادُكَ مِـنْ تَـنَادِيـهَا بــ ” أُمِّـي”
بِــــلَادٌ رُغْـــمَ عِـفَّـتِـهَا بَــغِـيُّ

رَآهَـــا اَلْـغَـاصِـبُونَ فَـرَاوَدُوهَـا
وَهْــمَّ بِـهَـا اَلْـمُـوَكَّلُ وَالْـوَصِـيُّ

بِـلَادُكَ مِـنْ عَـلَى أَحْـضَانِهَا قَدْ
وُلِــدْتَ وأنْــتَ قِـيـلٌ حَـمِيرِيُّ

بِـهَا اَلْـغَرْبِيُّ قَـدْ أَثْـوى مُـقِيمًا
وَحَــلَّ عَـلَـى ثَـرَاهَـا اَلْـفَارِسِيُّ

بِــلَادُكَ مَــنْ ذَوِيـهَا أَهْـلُ يُـمُنٍ
عَـلَيْهَا قَـدْ ثُـوى شَـعْبٌ عَـصِيُّ

تَـرَى فِـيهَا اَلـلصُوصَ وُلَاةَ أَمْـرٍ
وَكُـــلٌّ مَـــا إِذَا اِسْـتَـقْوَى وَلِــيُّ

هُـنَـا قَــدْ وَحَّـدَ اَلْأَقْـوَامَ دِيـنٌ
وَفَــرَّقَـهُـمْ خِـــلَافٌ مَـذْهَـبِـيُّ

وَمَــا خَــانَ اَلْـبِلَادَ وَعَـاثَ فِـيهَا
سِــوَى ذَاكَ اَلْـمُـحَافِظُ وَالْـوَفِيُّ

لَـتَعْجِبَ حِـينَ تَسْمَعُ مِنْ أُنَاسٍ
أحـاديـثاً بِـها يُـلـقـي الـتـقـيُّ

لأفْــعَـالٍ بِـهَـا مَــا جَــاءَ دِيــنٌ
قُـبَـيْـلٌ قَـــطُّ أَوْ حَـتَّـى نَـبِـيُّ

لِـتَـعَـلَمَ يَــا اِبْــن أُمٍّ أَنَّ فِـيـنَا
عَـلَى اَلـضُّعَفَاءِ يَسْتَعْلِي اَلْقَوِيُّ

وَيَـخْـتَلِفُ اَلْــوُلَاةُ لِأَجَـلِ شَـيْءٍ
لِـيُـقْـتَلَ ذَلِــكَ اَلْـعَـبْدُ اَلْـبَـرِّيُّ

لِـتَـعَـلَـمَ أنَّــمَـا هَـــذِي بِـــلَادٌ
تَـمْـلَـكَـهَا بِــقُـوَّتِـهِ اَلــضَّــرِيُّ

وأنَّ اَلْـمَـالَ يَـحْـكُمُ .كُــلَّ شَـيْءٍ
فَــلَا يَـعْـلُوهُ عِـنْدَ اَلـنَّاسِ شَـيُّ

فَـعِشْ هَـذِي اَلْـحَيَاةَ .كَـأَيَّ فَـانٍ
فـمـا عُـمَـرُ ابْـن آدَمَ سَـرْمَـدِيُّ

وَصَـبْـرًا فَـالْـحَـيَاةُ بِــلَا حَـيَـاةٍ
وَمِـثلُكَ كَــم بِـهَذي اَلْأَرْضِ حَيُّ
–·–··–·–·–·–·–·–·–

#ماجد_الجرادي