متى نثأر؟
يا رفاقي كم يُعَنّينا الشّقاءْ
وطني احتُلّ وصرنا تُعساءْ

هبّتِ الرّيحُ بيومٍ هالنا
سلبوا الأرضَ بِذا زاد البلاءْ

وجيوشُ العُرْبِ جمعاً هُزِموا
آهِ يا ناصرُ خيَّبْتَ الرّجاءْ

كنتَ ليثاً إنّما قد أهملوا
كلَّ ما أعدَدْتَ قد راح هباءْ

ستّةُ الأيامِ كانت نكسةً
ذلك التاريخُ مُسْوَدُّ الإباءْ

راحت الضفّةُ قلبي نازفٌ
راية الأعداءِ لاحت في الفضاءْ

يا فلسطينُ لقد ساد العِدا
ودموعي أدْمَنَتْ حَرَّ البكاءْ

حرِصَ الجدُّ على أعراضنا
ألبسوني ثوبَ ستّي والغطاءْ

قدِمَ الجندُ صباحاً رطَنوا
أين خبّأتم سلاحاً في الخفاءْ

فتّشوا البيتَ بِغِلٍّ فتّشوا
ثمّ راحوا مثل قطعان الخلاءْ

يومَها سهماً بقلبي غرزوا
زرعوا الحقدَ وما منه شفاءْ

أعلنت عمّانُ عن موعدنا
لامتحانات النهائيْ في النّداءْ

إنّه عامٌ أخيرٌ لم يزلْ
غادرتْ رجلي وفي روحي بقاءْ

كانتِ الدّمعةُ تكوي كالّلظى
دمِيَتْ عيني وقد عزّ الشّفاءْ

علمتْ أمّي لِأجلي نزحتْ
تركتْ قصراً لنا للغرباءْ
……………
وسمعنا أنّ فتحاً أعلَنَتْ
ثورةً كبرى لصدّ الدُّخَلاءْ

هبّ شبّانُ الحمى في عزْمةٍ
تتحدّى الموت تسمو للسماءْ

عمليّاتٌ لهم تشفي الأسى
إنّها للثّارِ ريٌّ ودواءْ

وفصيلٍ كم يُجاري غيرَهُ
بُعِثَتْ فيهم دِماءُ الشُّرفاءْ

وتمادى بطشُ صهيونٍ بهم
وارتقت تعلو جموع الشّهَداءْ

كم أسيرٍ في زنازين العدا
صمدوا رغم عذابِ الجبناءْ

كلُّ فردٍ في بلادي ثائرٌ
طفلُنا والشيخُ يسعى والنساءْ

لاح في أفْقي نجومٌ بشّرَتْ
وعدُ ربّي وبهِ نُعلي اللِّواءْ…

شعر ليلى عريقات
بحر الرمل