قصيدة

أنشودةُ الشهيدِ

إني انتفضت عُلًا لتشمخَ قامتي
قبّلت شمسًا أشرقت بوسادتي

ومددت كفًّا للكرامة قد سعت
ونظرت نحوَ الشّهب تسمو هامتي

#طرّزت أحرفَها كنظم لآلئ
ألبستُها حبي ونسجَ غلالتي

#فالفاءُ فاضت كالبحور مشاعري
تحنو على أيكي تصونُ كرامتي

#واللامُ لاحت للعيون بوارقي
وبيارقي وعدٌ يقود عبارتي

#والسينُ سالت في بلادي أنهرٌ
حمراءُ من مسكٍ تعطرُ رايتي

#والطاءُ طالت للزمان سوالف
ومناجل الحُصّادِ تملأ ساحتي

#والياءُ يا ويح الذين تكالبوا
كي يطفئوا شمعي ونورَ ذبالتي

#والنونُ نورٌ لاح من خلف الألى
عزماتُهم مُزجت بروح شهامة

فاجمع حروفي للذين نسُوا الأسى
واستسلموا لخناعةٍ ونذالة

هذي #فلسطين التي لم تنطفئ
شمعاتها ستظل وهجَ منارتي

أرضٌ تجلّى القدس في جنَباتها
والمسجدُ الأقصى مقرُّ عبادتي

فإذا استوى جرحي أمامي ماردًا
فسيشنقُ الأنذالَ طرفُ ذؤابتي

وأقدُّ من جلدِ الهزيمةِ دفتري
ودماؤها حبرٌ يخطُّ مقالتي

وسيندم المحتلُّ خلف جداره
لمّا يؤُزُّ الكونَ صوتُ رصاصتي

إنّي رضعت العزَّ من ثدي العلا
وأموتُ نذلا لو أخونُ رَضاعتي

وعلى ثرى الأجدادِ مرجُ سنابل
في قمحه المبذورِ سرُّ حصانتي

من غصنِ زيتوني سأصنعُ منجلًا
وبحَصدِ جلّادي أحقّقُ غايتي

هذي بلادي إن أمتْ في حضنِها
سأعيشُ موتي في مخاضِ ولادتي

كي تكتبَ الأجيالُ عنّي قصةً
للقادمين فينحنوا لحكايتي

فأنا الذي سكنت بلادي مهجتي
من ألف عمرٍ ما ألنْتُ إرادتي

وأنا الذي اتخذ السنين بضاعةً
ستعود بالربحِ الوفيرِ تجارتي

هذي البضاعةُ لا نظيرَ لربحِها
أجنيه إكرامًا بيومِ قيامتي

وإذا تناهت للمماتِ مآلتي
سبابتي شرفي ونيلُ شهادتي

وهناك في الفردوسِ أنتظرُ الألى
تبعوا خطايَ وآمنوا برسالتي

ريما كامل البرغوثي
21/1/2023 السبت

سألت إحدى الفتيات الشاعرَ السوريَّ الكبير عمرَ أبو ريشة ـ رحمه الله ـ عن حياة أطفال فلسطين في ثورة الحجارة التي انطلقت يوم 8/ديسمبر1987.. فقال :

تَتَسَاءَلِينَ
عَلَامَ يَحْيَا هَؤُلَاءِ الْأَشْقِيَاءْ؟
الْمُتْعَبُونَ
وَ دَرْبُهُمْ قَفْرٌ
وَ مَرْمَاهُمْ هَبَاءْ
الْوَاجِمُونَ الذَّاهِلُونَ أَمَامَ نَعْشِ الْكِبْرِيَاءْ
الصَّابِرُونَ عَلَى الْجِرَاحِ
الْمُطْرَقُونَ عَلَى الْحَيَاءْ
أَنْسَتْهُمُ الْأَيَّامُ مَا ضِحْكُ الْحَيَاةِ
وَ مَا الْبُكَاءْ
أَزْرَتْ بِدُنْيَاهُمْ
وَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُمْ فِيهَا رَجَاءْ
تَتَسَاءَلِينَ
وَ كَيْفَ أَدْرِي مَا يَرَوْنَ عَلَى الْبَقَاءْ؟
اِمْضِي لِشَأْنِكِ وَ اسْكُتِي
أَنَا وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءْ

عمر أبو ريشة
رحمه الله و طيب ثراه

أسودُ الضِّفَّةِ الغُرِّ النَّشامى
شَفَتْ بالنّارِ أكبادَ الكِرامِ

زِمامُ الأمرِ تأخذُهُ بِرَدٍّ
سريعٍ لا يُؤَخِّرُهُ التَّعامي

فلا الأموالُ صانعةً رجالاً
ولا رُتَبٌ تُقَرِّبُ للتّمامِ

صدَقْتُمْ عهْدَكُمْ والعهدُ دَيْنٌ
فأثخنْتُمْ بهمْ رغمَ الزِّحامِ

حَمى اللهُ البِلادَ منَ الأعادي
وأعوانٍ لهمْ فالطَّقْسُ حامِ

شعر: بنان البرغوثي

سفري طويل والطريق مُخضَّبٌ
بدم الفؤاد، وذا الدجى موصولُ

عجِّلٰ إليك السير ربي إنني
ما عدت أقوى ، إنني المقتولُ

هذي الحياة ثقيلة سُحِقت بها
أنشودتي ، ليت الحياة تزولُ

الفجر لا يأتي وليلي مُوحِشٌ
فيه الأفاعي والذئاب تصولُ

يا قبح دنيا كم يعز كذوبها
أما الصدوق مُشوَّهٌ مرذولُ

كم ذا يُهان كبارها وكرامها
والمجرمون لهم رضا وقبولُ

لم يبق إلا الخائنون تكاثروا
والطيبون الأوفياء قليلُ

في كافة الأرجاء ظلمٌ صارخٌ
وأسى رهيبٌ في الضلوع يجولُ
………………………………
………….. حمدي الطحان

أقدار الله

من الأقدار تُمطرنا ُ السماءُ
وفي طياتها يأتي العطاءُ

بلاد الشّام قد زادت عناءً
وأيمُ اللّه قد يأتي الرخاءُ

نعيشُ اليومَ في بأسٍ شديدٍ
وندعو اللّه كي يمضي البلاءُ

سواد اللّيل قد يعلو لحينٍ
ولا يبقى لنا إلا الدعاءُ

أليس الله يكفينا أماناً ؟
فيأتي الفجر يصحبه الضياءُ

شقاء العصر يأتينا بجيلٍ
كريمٍ لا يؤخّره الشقاءُ

بخيرٍ قد يباغتنا إلهي
فيدهشنا إذا حلَّ الرخاءُ

فيا أهلي وناسي لا تكونوا
على يأسٍ فيقتلنا العناءُ

عبدالعزيز أبو خليل

نحنُ الذينَ
تَوزَّعتْ أشْواقُهُمْ
بينَ المراكبِ
والدُّروبِ النَّازِفه

يَطوي
بِنا التِّرحالُ
ألفَ حَديقةٍ
كانتْ
على سَفحِ القصائدِ وارفَه

ما بالُها
اتَّشَحَتْ بِألوان الأَسَى
وَبدتْ
بِوجْهِ الرِّيحِ ظَمآى خائِفه

في المَرَّة الأولى
وَجدتُ حقيبتي
كانت
مع الظِّلِّ المُسافرِ واقِفه

لَكنَّني
ضَيَّعتُ كُلَّ خَرائِطي
وحقائبي
صارتْ غيوماً زائِفه !

لوْ لمْ يَكنْ للصُّبحِ
بَيت غِوايةٍ
لمْ يَصطحبْ
ليلُ الأغاني عازِفَه

سمير عطية

كما نجم تسربلَ بالضّياءِ
تسلّلَ ذات فجرٍ للسماءِ

تمايسَ فوق أكتافِ المنايا
تَكلّل بالكرامةِ والإباءِ

تعالى فوق أقمار الثريّا
سناءً في سناءٍ في سناءِ

تهللّ وجههُ وزها المُحيّا
كبدرٍ طافَ أكنافَ المساء

بريحِ الورد والريحانِ أشذى
نسيم الأرضِ عبْقاً ذا ذكاءِ

ش-ه- ي – دُ الحقِّ حيٌّ في سمانا
ولا يفنى عزيزٌ ذا وفاءِ

تنادي الأرض من يفدي ثراها
يلبي بالدماءِ وبالفداءِ

أيا أبطال شعبي يا شموساً
أضاءت في الدُّجى كبدَ الفضاءِ

نسوراً عشتُمُ قمماً تسامتْ
فهابَكُمُ الأعادي في سمائي

أيا أُسُداً إذا زأرت توارتْ
ذيولٌ في جحورٍ من هباءِ

أُخذْتُمْ غِرّةً بسلاحِ غدرٍ
ألا سُحقاً لأذيالِ الجِراءِ

عسى ربي بمسقيهم كؤوساً
من الذلِّ المهينِ فذا رجائي

عائدة قباني

~ غُرْبَةُ وَطَنْ ~
غَرِيْبُ الخُطَاْ دَرْبِيْ تَعَثَّرَ فِيْ دَمِيْ
وَ حَرْفِيْ يُعَانِيْ حُرْقَةَ السَطْرِ فِيْ فميْ

بِـ حَلْقِ يَرَاعِيْ قَدْ تَذَبْذَبَ حِبْرُهُ
وَ غَصَّتْ (مَفَاعِيْلُنْ فَعُولُنْ) بِـ مَبْسَمِيْ

عَلَىٰ مَوْجِهَاْ أَوْتَارُ بَحْرِيْ تعَثَّرَتْ
وَ قِيْثَارُ أَوْزَانِيْ بَرَاهُ تَلَعْثُمِيْ

وَ تَاهَتْ عَرُوْضِيْ فِيْ زِحَافَاتِ لَحْنِهَاْ
فَـ صَارَ مِدَادِيْ يَشْتَكِيْ جَوْرَ مِعْصَمِيْ

كَفَىٰ حَزَنَاً أَنَّ القَوَافِيْ تَغرَّبٕتْ
عَلَىٰ سَطْرِهَاْ فِيْ صَفـْحَةِ الحِبْرِ وَ الفَمِ

كَفَىٰ حَزَنَاً أَنِّيْ بِـ أَرْضِيْ مُغَيَّبٌ
وَ مَسْقطُ رَأْسِيْ لَيْسَ لِلْرَأْسِ يَنْتَمِيْ

تَنَاءَتْ عَنِ الأَوْطَانِ أَوْطَانُنَاْ كَمَاْ
تَنَاءَتْ عَنِ الأَسْمَاعِ أَلْفَاظُ أَبْكَمِ

وَ عْنْ وَاجِبِ الأَوْطَانِ بَانَتْ ضَمَائِرٌ
عَنِ البِرِّ أَقْصَتْهَاْ دَيَاجِيْرُ مُعْتِمِ

كَأَنَّ عَلَىٰ الإحْسَاسِ فِيْهَاْ غَشَاوَةٌ
وَ رَانٌ عَلَىٰ رَانٍ عَلَىٰ الحِسِّ يَرْتَمِيْ

و مَنْ خَانَ أَوْطَانَاً ترَبَّىٰ بِـ حُضْنِهَاْ
وَ لَمْ يُوْفِهَاْ حَقَّاً فَـ لَيْسَ بِـ آدَمِيْ

وَ مَنْ لَمْ يَصُنْ عِرْضَاً وَ عَهْدَاً وَ مَوْثِقَاً
لِـ أَوْطَانِهِ وَ اللَّهِ لَيْسَ بِـ مُسْلِمِ

وَ مَنْ أَدْمَنَ الأَوْطَانَ حُبَّاً و صِبْغَةً
تَظَلُّ بِهِ تَحْيَاْ وَ تَسْرِيْ مَعَ الدَمِّ

فَـ يَاْ مَوْطِنِيْ مَهْمَاْ تَغَرَّبْتُ إنَّنِيْ
حَفَرْتُكَ مِيْثَاقَاً وَ عِشْقَاً بِـ أَعْظُمِيْ
~عبيدة14.1.2023الكيالي~

لن يُعيدَ الحقَّ طولُ الخُطبِ
أو دموعُ الباكِيِ المُنتحبِ

لا ولا شجبٌ لظلمِ المُعتدي
إنما في البأسِ نيلُ الأرَبِ

ذلك الإصرارُ في عزمٍ أتى
لانتصارٍ كمْ عزيزِ المطلبِ

هُمْ كما شمسٍ تُضاهي زُهُراً
في ضياءٍ غامرٍ لم يغْرُبِ

كسروا القيدَ كريحٍ عاصفٍ
نثروا المجدَ أعالي السُّحُبِ

فسما وانثالَ قطراً طيّباً
عبِقَ النسمِ لذيذَ المشربِ

تُزهرُ الأرضُ رجالاً حرّةً
صوتُها رعدٌ كصخرٍ قُلّبِ

تأنفُ الذُلَّ ولا ترضى الخَنا
تألفُ الموتَ كنسرٍ مُغضَبِ

في جبينِ المجدِ باتتْ غُرّةً
دُرّةً في سِفرِنا كالكوكبِ

ثلّةٌ بالنارِ صانتْ عزّنا
فتعالتْ فوقَ هامِ الشُّهبُ

همُّها نصرٌ يُنادي عزّةً
تكتبُ المجدَ كأسفارِ نبي

عائدة قباني

أنا الإنسان

أنا الإنسان لي جسدٌ وروحٌ
ونفسٌ حيث رحتُ بها تروحُ

تعالى الله سوّاها امتحانا
فإما ترتقي بي أو تُطيحُ

بتقوى الله أُُفْلِتُ مِن هواها
إذا زكّيتُها عطرا تفوحُ

وإِن دسّيتُها أفْلسْتُ دُنيا
وآخرة فلا بشرى تلوحُ

رجوتك لا تَكِلْني يا إلهي
لنفسي فهْي ثائرة جَموحُ

وجَنِّبْني المعاصي؛ الْطُفْ بحالي
فحالي لا تسُرُّ ولا تريحُ

أنا راضٍ إذا ما أنت ترضى
رضاك به يقينا أستريحُ

عليك توَكُّلي؛ قلبي جريحُ
وما بسواك تلتئم الجروحُ

عبد العزيز كرومي
المغرب 13/1/2023/ م