بِالكِبْرِ تَستَعِرُّ النُّفُوْسُ
✿‏✿‏✿‏✿✿‏✿‏✿‏✿‏
اخفِضْ جَنَـاحَـكَ لا تَـكُـنْ مُـتَكَـبِّـرَا
فَالكِـبْـرُ إنْ سَـكَـنَ الفُـؤَادَ تَـصَحَّـرَا

يَسْقِيْهِ مِنْ خَـبَـثِ الفِعَـالِ وشَـرِّهَـا
زَقُّـوْمَ حُـمْـقٍ فِي الـعُـقُـولِ تَفَجَّـرَا

يَكْسُوْهُ مِنْ قُـبْـحِ الخِصَالِ ولَفْحِهَا
يَا وَيْلَ مَنْ سَاقَ الأذَىٰ مُـتَجَـبِّـرَا !

الـنَّـاسُ تَـنْـفِـرُ مِنْ جَحِيْمِ خِصَـالِـهِ
فَحْشَاءِ قَوْلٍ كَمْ يَسُوْقُ المُـنْـكَـرَا !

الـكِــبْــرُ غَـمْـطٌ لـلأنَـامِ ودَهْـسِـهِـمْ
بَـطَـرٌ لِـحَـقٍ ، كَمْ فَـشَـا وتَـصَـدَّرَا !

ابْـنُ الجَهَـالَـةِ ، لَا سَـبِـيْـلَ لِـحِكْـمَـةٍ
فَالـعَقْـلُ أذْعَـنَ لـلـهَـوَىٰ وتَـقَـهْـقَـرَا

خَـابَ الـذِيْ رَكِـبَ الـهَـوَىٰ وعِـنَـادَهِ
يَـبْـغِـيْ الرَّشَادَ ، فلَا يُفَكِّـرُ ، لا يَـرَىٰ

وسِــلَاحُـهُ اسْــتَـبْـدَادُ رَأيٍ بَـاطِـشٍ
سَـاقَ الـيَـبَـابَ إلَىٰ الـعِــبَـادِ وأخَّـرَا

هَـوَ لَا يُـرِيْـنَـا الـحَـقَّ إلَّا مَـا رَأَىٰ
رَأيٌ تَـلَـفَّــعَ بِـالــغَــبَـــاءِ تَــدَثَّــرَا

مَنْ حَـادَ عَنْـهُ (وَ إنْ يُـفَـكِـر لَحْظَةً)
يَـلْـقَ الـمَـهَـانَـةَ والـعَـذَابَ مُـسَـعَّـرَا

كَيْفَ السَّبِيلُ إلَىٰ الحَقِيْقَةِ والهُدَىٰ؟
والعَقْـلُ أعْمَـىٰ .. والفُـؤَادُ تَـحَـجَّـرا

اخفِضْ جَنَاحَكَ كُنْ لِرَبِّـك خَـاضِعَـاً
حَـسَـنَ الـخِصَـالِ ولَـيِّنَـاً ومُـيَـسِّـرَا

واكْـسُ الـجَـوَارِحَ رَأفَـةً وسَـمَـاحَـةً
واسْقِ الخَلَائِقَ مِنْ خِصَالِكَ كَـوَثَـرَا

فَـالـكِـبْــرُ مَـأوَىٰ لـلـرَّذَائِـلِ والـهَـوَىٰ
والـلَّـٰـهُ فِـيْ القُــرْآنِ أنـذَرَ ، حَـذِّرَا !

هُـوَ دَرْبُ إبْلِيْسَ اللعِيْنِ ومَنْ طَغَـىٰ
فِـرْعَـوْنُ قَـالَ (أنَـا الإلَـٰهُ) ومَـا دَرَىٰ

أنَّ الـتَّـكَــبُّــرَ قَـدْ رَمَـاهُ إلَـىٰ الـرَّدَىٰ
والـيَـمُّ يَشْهَـدُ بِالـيَـقِـيْـنِ وَمَا جَـرىٰ

وهُـنَـاكَ فِيْ يَومِ القِـيَـامَـةِ .. وَيَلَـهُ!
هَـوْلٌ تَـلَـظَّـىٰ فِـيْ جَـهَـنَّـمَ زَمْـجَـرَا

اغْــزِلْ فُـــؤَادَكَ رَحْـمَــةً ومَــوَدَّةً
تَكْسَبْ قُلُوْبَ الخَلْقِ تَـحْـيَ المُؤْثَرَا

وتَـفُـز بِـجَـنَّـاتِ الـنَّـعِـيْـمِ وصُحْـبَـةٍ
لِـرَسُـوْلِـنَـا ، فِيْهَا الـهَـنَـاءُ مُقَـنـطَـرَا

أهْـدَيْـتُ نُصحِـيْ لِـلأنَـامِ مُـسَـطَّـرَا
بِالحُبِّ والإحسَـانِ مِسكَـاً ، عَـنـبَـرَا

لِـلَّـٰهِ أحـيَـا مَـا استَطَعتُ وغَـايَـتِـيْ
مَرضَاةُ رَبِّيٍ ، مَنْ يَهُبُّ فَيُؤجَـرَا ؟!

يَا سَـعـدَ عَـبِـدٍ طَـيِّـبٍ مُـتَـوَاضِـعٍ !
فَـالـلَّــهُ يَـبْـغَـضُ مَنْ طَغَـىٰ وتَجَبَّرَا
✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪
شعر/ عبد الحافظ السيد