8 يناير, 2023 رسالة من قلب الموت
وحين يطرق الشتاء الأبواب ويختبئ الناس وراء جدران بيوتهم وينعمون بالدفء وما لذ من الطعام لا بد أن نتذكر أن هناك من لا رغيف خبز يسد مسغبته ولا سقف بيت أو غطاء يحجب البرد عنه وهذه رسالته إليكم ….
رسالةٌ من قلبِ الموتِ
خطواتُ فصلِ الصيفِ باتت راحلةْ
والدفءُ يمضي والمعيشةُ قاحلةْ
وأرى الرياحَ إلى الشتاءِ تجرُّني
وبرودةُ الأجواءِ تأتي قاتلةْ
لا أملكُ البيتَ الدفيءَ ولا أنا
أجدُ الملابسَ والجوارحُ ذابلةْ
فرشي ترابٌ والسماءُ ملاحفي
أجزاءُ جسمي للتجمُّدِ قابلةْ
أمّا طعامي فهو خبزٌ يابسٌ
لكأنَّ شيطانا يصوغُ سنابلَهْ
الجوع ينهشُني وبردُ مفاصلي
منشارُهُ يُهدي إليَّ معاولَهْ
وإذا يغيمُ الأفْقُ يُبدي برقَهُ
أو رعدَهُ فالموتُ شدَّ جدائلَهْ
أينَ المفرُّ إذا العوالمُ كلُّها
قد أنكرت ألمي وليست سائلةْ
في خيمةٍ قد قُطِّعت إِرَبا أنا
والثلجُ يفعلُ في الجوارِ فعائلهْ
ودمي تجمدَ في العروقِ برودةً
والناسُ في حضنِ المدافئِ قائلةْ
فلتسعفوا بالدفء بعض ملامح
بهتت ومن جوعٍ يعضُّ أناملَه
لهفي على الأطفالِ كيف تيبّست
أجسادهم بردا يبثُّ غوائلَه
هذي الرسالةُ من فقيرٍ معدمٍ
فلتوصلوا للمتخمين رسائلهْ
طرقَ الدروبَ ولم يلاقِ وسيلةً
والدّربُ همٌّ قد أضاعَ وسائلَهْ
للموتِ نرحلُ كلّما هبطَ الشِّتا
والموتُ يختمُ بالفقيرِ مراحلَهْ
ريما البرغوثي