لم يَبق عندي ما يُقالُ لأكتُبَهْ
مُرٌّ كَلامي.. حُلْوُهُ ما أكْذَبَهْ…
ما عادَ ينفَعُنا الكلامُ..
وما بهِ روحٌ تُراوِدُهُ القلوبُ المُتْعَبَةْ..
اسَّاقَطَتْ عِلَلُ الكلامِ..
فلم يَعُد للحرفِ سهمٌ يَسْتَبيحُ مَآرِبَه…
زَمَنٌ تَشابَهَت الوجوه بهِ فَكمْ
أبصرتُ في ثوبِ الحمامِ ثَعالِبَهْ..
فالثعلبُ المكارُ يَزْعُمُ أنَّهُ
حَنِقٌ على طَبْعِ الذِئابِ فَأَرْنَبَهْ..
والذِئبُ قد أعطى الأمانَ لِشَاتِهِ
ويَعُدُّ في جَمْعِ الخِرافِ مَنَاقِبَهْ..
و أَشَدُّ ما تَلْقى البلادُ وأهلها
دهراً ترى في المُضْحِكاتِ نوائِبَه..
يا أيُّها العربيُّ..
وحدكَ مَنْ مَشَى
طُهْراً على جُرحٍ الزمانِ فَطَبَّبَه..
يا أيها العربيُّ..
مِنْ ليلِ الأسى صُبْحٌ نَدِيٌّ..
حُلْمُهُ أنْ تَقْرَبَه..
أَلْفونسُ ما حازَ البلادَ بِجُنْدهِ
لَكِنَّ يومَ الطينِ أسْقَطَ قُرْطُبَة..
يا صاحبي الحرف المُعَتَقُ في دَمَي
يا ناسِجاً ثوبَ الجمالِ و واهِبَه..
أخْشاكَ..
أخشى الوردَ لا أشواكَهُ
والبحرَ لا…
لَكنْ أخافُ قوارِبَه..
لَمَّا عَلِمْتُ مِن الزمانِ طِباعَهُ
آمَنْتُ أنَّ الحرفَ يُقْتُلُ صاحِبَه..
(عبدالمجيد محمود)
يوم الطين.. هو يوم اشتاقت فيه اعتماد البرمكية زوجة المعتمد بن عباد أن تلعب في الطين كسابق عهدها عندما كانت طفلة في بيت أهلها فأمر زوجها المعتمد بن عباد العاملين في القصر أن يجهزوا لها طينا من الزعفران وماء الورد وأغلى العطور فكلف ذلك خزينة الدولة مبالغ باهظة. فكان ذلك بمثابة اعلان سقوط الدولة..