((الوَجهُ المُستَعـار))

أخي فاْسمَـعْ لِمـا خَطَّ اليَراعُ
فقد يأتيكَ من حَرفي شُعـاعُ

تَحـزُّ النَّفْـسَ أهـوالٌ عِظــامٌ
ودَمعُ العَيْنِ لَيْسَ لهُ اْنقطاعُ

لقد حاقَت بِنا الأمواجُ غَدراً
أمـا واللهِ قـد غَـرقَ الشِّراعُ

ضَلَلْنــا دَربَ دُنيـانـا فَتُهـنــا
وأرهَقَنـا التَّخَبَّـطُ والضَّيـاعُ

تَكَدَّسَت الضَّمائرُ في البَرايـا
وسادَ النَّذلُ واْنكَسَرَ الشُّجاعُ

أيُعقَـلُ أنْ يُهـانَ الحُـرُّ قَهـراً
وعِلْجُ السُّوءِ مُحتَرَمٌ مُطاعُ؟!

وأهلُ الفُحشِ تَنْعَمُ في رَخاءٍ
وأرضُ اللهِ تَملؤها الجِيَـاعُ؟!

هِيَ الأوطانُ للأطمـاعِ سـاحٌ
وكُلٌ في الهُجـُومِ لَـهُ دِفــاعُ

وشَـرُّ النَّـاسِ إجـرامــاً وُلاةٌ
بِتَعذيبِ الأنــامِ لَهُـم مَتَـاعُ

أخي إنْ نَحنُ فَرَّقَنا اْختِلافٌ
ومَزَّقَ شَمْلَ وحدَتِنا الصِّراعُ

فَحَتماً سَوفَ تَهزمُنا الأعادي
وتأكُـلُنـا الكَـوَاسـرُ والسِّبـاعُ

ففي زَمَنِ المَصالحِ يا صديقي
رأيتُ الدِّيـنَ بالدُّنيــا يُبــاعُ

وفي الإعـلامِ تَزيِيفٌ وزُورٌ
فـلا تـأبَـــهْ لأنْـبَــاءٍ تُـــذاعُ

فكَم من فِتنَةٍ أنهَـت شُعوباً
وراءَ حُـدوثِها خَبَـرٌ مُشــاعُ

وكم أحسَنتُ بالأحبابِ ظَنِّي
وخابَ الظَنُّ واْلتَوَتِ الذِّراعُ

وكم خِلِّ لِضِيـقٍ كانَ يُرجى
غَدَا ذِئبـاً تُناصِـرُهُ الضِّبـاعُ

يَزينُ البَعضَ وَجْـهٌ مُسْتَعـارٌ
وذو الوَجْهَيْنِ شِيمَتُهُ الخِداعُ

فـإنْ دَارَيْتَـهُ يَبـدو بَشـوشــاً
وإنْ جَـادَلْتَـهُ سَـقَـطَ القِنــاعُ

فَبِالأقْـوَالِ تَختَبئُ النَّـوايــا
وبالأفعــالِ تَتَّضِـحُ الطِّبــاعُ

ألا يا صاح لا تُهْمِـلْ كـَـلامـي
ولا تَعجَـبْ لِما خَـطّ اليَـرَاعُ

الشاعر/عبده مجلي