10 نوفمبر, 2022 وداعاً دمشق
وداعاً دمشق
وَ أَذَلُّ مَا فِي الْأَرْضِ طَاغِيَةٌ عَلَا
فَوْقَ الشُّعُوبِ لِيَصْنَعَ الْأُوْغَادَا
وَ الْوَغْدُ حَادَ عَنْ الطَّرِيقِ بِجَهْلِهِ
دُونَ الْإِلَهِ يُمَجّدُ الْأَسْيَادَا
مَا عَادَتِ الْأَنْظَارُ تَلْقَى فِي الْمَدَى
إِلَّاّ ضَبَابًا فِي الْفَضَا وَ سَوَادَا
عُذْرًا دِمَشْقُ إِذَا هَجَرْتُكَ كَارِهًا
فِي الْبَطْشِ نَهْجُرُ كَارِهِينَ بِلَادا
فَلَقَدْ غَدَا جُلُّ الشَّآمِ مُهَاجِرًا
بَرَّا وَ بَحْرًا جَمْعَنَا وَ فُرَادَى
تَبْكَى الْمَآذِنُ وَ الْكَنَائِسُ فُرْقَةٌ
وَ دِمَشْقَ تَشْكُو هَجَرْنَا وَ بِعَادَا
صَارَ الْفُؤَادُ كَأُمّ مُوسَى فَارِغًا
وَ فِرَاقُنَا قَدْ أَحْرَقَ الْأَكْبَادَا
قَدْ سَجَّلَ التَّارِيخُ هَوْلَ جِرَاحِنَا
لَمْ نَلْقَ لِلْجُرْحِ الْعَمِيقِ ضِمَادَا
عِيثُوا فَسَادًا فِي قَدَاسَةِ أَرضِنَا
قَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ ثَمودَ و عَادَا
لَا يَملِكُ المَظلومُ دَرءًا للعِدا
في لَيلِهِ، إلَّا الدّعَاءَ عَتَادَا
وسيم عمّار (قصائد من الشرق)