وداعاً دمشق

وَ أَذَلُّ مَا فِي الْأَرْضِ طَاغِيَةٌ عَلَا
فَوْقَ الشُّعُوبِ لِيَصْنَعَ الْأُوْغَادَا

وَ الْوَغْدُ حَادَ عَنْ الطَّرِيقِ بِجَهْلِهِ
دُونَ الْإِلَهِ يُمَجّدُ الْأَسْيَادَا

مَا عَادَتِ الْأَنْظَارُ تَلْقَى فِي الْمَدَى
إِلَّاّ ضَبَابًا فِي الْفَضَا وَ سَوَادَا

عُذْرًا دِمَشْقُ إِذَا هَجَرْتُكَ كَارِهًا
فِي الْبَطْشِ نَهْجُرُ كَارِهِينَ بِلَادا

فَلَقَدْ غَدَا جُلُّ الشَّآمِ مُهَاجِرًا
بَرَّا وَ بَحْرًا جَمْعَنَا وَ فُرَادَى

تَبْكَى الْمَآذِنُ وَ الْكَنَائِسُ فُرْقَةٌ
وَ دِمَشْقَ تَشْكُو هَجَرْنَا وَ بِعَادَا

صَارَ الْفُؤَادُ كَأُمّ مُوسَى فَارِغًا
وَ فِرَاقُنَا قَدْ أَحْرَقَ الْأَكْبَادَا

قَدْ سَجَّلَ التَّارِيخُ هَوْلَ جِرَاحِنَا
لَمْ نَلْقَ لِلْجُرْحِ الْعَمِيقِ ضِمَادَا

عِيثُوا فَسَادًا فِي قَدَاسَةِ أَرضِنَا
قَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ ثَمودَ و عَادَا

لَا يَملِكُ المَظلومُ دَرءًا للعِدا
في لَيلِهِ، إلَّا الدّعَاءَ عَتَادَا

وسيم عمّار (قصائد من الشرق)