إذا وعد الرجال فهم أُسارى
لِما وعدوا .. مُحالٌ أن يعودوا

و إن مادت جبالٌ أو تهاوت
فليس الحرُّ عن وعدٍ يحيد

تَرى الرجلَ الأبيَّ يعيش حراً
و لا يرضى بما ترضى العبيد

و لا يخشى المنية من قريب
تساوى الموت طِفلاً و الخلود

و لا يُعطي الدنيَّةَ بل عزيزٌ
جوادٌ حين يندر من يجود

وفيٌّ لا يخون و إنْ يخونوا
و إن جحدوا فليس به جحود

قريبٌ دمعُه و القلبُ طفلٌ
و في الهيجاءِ ضرغامٌ شديد

صدوقٌ ما له بالكِذْبِ عهدٌ
و يأمنُ غدرَه الخصمُ اللَّدود

نقيٌّ في سريرته صفاءٌ
فأهْوى في محبَّتِهِ الحَسود

تقيٌّ في علانيةٍ و سِرٍ
و يُحجِمُ عن عداوتِه الحَقودُ

له مِن كل مَنقبةٍ نصيبٌ
بها يسمو و في أهلٍ يسود

و مكرمةٌ تَبَزُّ الكلَّ عندي:
فلان ليس في وعد يعود

إبراهيم عتيق