حينَ يبكي الرِّجال / شعر اديب عابد الرنتيسي

جمال شاب من بنجلاديش ويسكن انجلترا رأيته اليوم تحت شجرة فى ساحات الأقصى الحبيب وقد فاضت عيناه وكان ينظر الى جنود الاحتلال يتجولون في المكان
اقبلت عليه وعرفت بنفسي لعله يفهمني واذا به يرد بالعربية
اسمي جمال وعرف بنفسه …
وأقول حين يبكي الرجال فاعلم بأن الأمر جلل …

ورأيتُ حُرّاً للْبُكاءِ يداري
والدَّمعُ يدمي مقلةَ الأحْرارِ

يبكي لقهرٍ قَدْ أصابَ فؤادَهُ
حينَ البَغِيُّ تبوحُ بالأسْرارِ

رَبَطَتْ كبيرَ القومِ في ( فُسْتانها )
فغدا ذليلاً فاقِدَ المِعْيارِ

يا شَهْمُ مَهْلاً لا تدارِ مدامعاً
فدموعُ عشق القدسِ نارُ الثّارِ

إنْ كانَ غيْرُكَ لليهودِ مُطَبِّعاً
منْ ديرَتي أوْ مِنْ غريبِ الدّارِ

أو كانَ في أرض الحجازِ عِصابةٌ
( شَلَحُوا ) الكرامَةَ وارتمَوا في الْبارِ

القُدْسُ تَبْكي حينَ مَكَّةُ سامَها
ذاك الدَّعِيُّ كثَعْلَبٍ مَكّارِ

يَمَّمْتُ يثربَ والفؤادُ لها صَبا
لأزورَ فيها ثُلَّةَ الأبْرارِ

هِمْنا بِجَدَّةَ عِشْرَةً ومَوَدَّةً
حتَّى رأيْنا مَرْقصَ الفُجّارِ

ورأيتُ في عَيْنَيْكَ ألف تَساؤلٍ
تاهَ السَّبيلُ بأمَّةِ المِلْيارِ ؟؟!!