صروف الدهر

“ابحري يامراكب العمر عنّا
واتركينا على الضِّفاف صغارا “

فخيول الصِّبا بَدَتْ عادِياتٍ
تَرَكَتْ هذه الرّبوع قِفارا

ليت شِعري لم ننتبه كيف يجري
دهرُنا كي يُبَدِّل العمرُ دارا

كيف ذابت شموعُ عمرِ الليالي
وطيورٌ قد هاجَرَتْ أوكارا

تَرَكَتنا لحزننا كي نُدارِي
في جحيم السنين ما لا يُدَارَى

ليت هذي الحياة تأخذ حزنا
سَكَنَ الروحَ، أرّق الأفكارا

كلّ ما في الزمان زاد عذابي
حين ألقى أراملا وصغارا

في منافي الشَّقاءِ جوعى ومرضى
في خِيامِ العذابِ تاهوا حَيارى

حين ألقى مجازرا وحروبًا
وألاقي على الحدود حصارا

وأرى ويل الطائفية دوماً
من أساها فقد شربنا مرارا

تحت جنح الظلام واحسرتاه
حسرتاه كان الرحيل اضطرارا

عَرَبٌ خانت واغتَلَتنا يهودٌ
ومَجوسٌ وحاربتنا النصارى

غَيّرَ الدهرُ جِلدَه فابتُلينا
وقطار الهوى أضاع المسارا

أغلبُ الناسِ في الحياة ذئاب
لم يراعوا أُخُوَّةً وجِورا

حين جاء الطغاةُ أرضي وحقلي
هَدَّموا السّقفَ كلَّه والجدارا

قد تَعَرّى قبحُ الزمان لعيني
سوأةُ الدهر قد أماطت خِمارا

وسيم عمّار (قصائد من الشرق)