مَنْ أَي بَحْرٍ أَنْظُمُ الأَشْعَارا؟
وَالشِعرُ بَوْحٌ يَفْضَحُ الأَسْرَارا
أَمِنَ(الطَوِيلِ)الجَزْلِ أبْلَُغُ غَايَتِي
أمْ مِنْ(مَدِيْدٍ)يَخْطِفُ الأَبْصَارا
مَا أَسْعَفَانِي فِي تَكَالِيفِ الهَوَى
وَكِلاهُمَا لَمْ يَقْضِيَا أَوْطَارَا
فَعَدَلْتُ عَنْ رَأيِي وَأَطْلَقْتُ الجَوَى
وَجَعَلْتُ مِنْ بَحْرِ(البَسَيْطِ)مَدَارا
لَكِنَّهُ زَادَ الفُؤَادَ تَوَجعاً
وَنَمَا الحَنِيْنُ فَزَادَني اسْتِعْبَارا
يَا(وَافِراً)بِالغَيْثِ هَلَّا جُدْتَ لِي
بَيْتاً يُعِيْدُ لِظُلمَتِي الأَنْوَارا
كَمْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَفُكَّ طَلاسِمِي
لَكِنَّهُ لَمْ يَسْبُرِ الأَغْوَارا
وَبِ(كَامِلٍ)تَاهَتْ حُرُوفِي كُلَّها
مَنْ ذا يُغِيْثُ العَاشِقَ المُحْتَارا
أَجْهَدْتُ حَرْفِي قَاصِداً(هَزَجاً)فَمَا
بَلَغَ المُرَامَ…وَقَدْ بَدَا خَوَّارا
يَا وَيْحهَا هَلْ تُسْعِفُ(الأَرْجَازُ)مَنْ
زَادَتْ بُحُوْرِ الشِعْرِ فِيهِ النَّارَا
مَا أَفْلَحَ(الرَمَلُ)البَدِيْعُ بِحُسْنِهِ
إِخْمَادَ شَوْقِي عِنْوَةً إِنْ ثَارَا
أَمَّا(السَرِيعُ)أَخَالُهُ مُتَلَعْثِماً
أَنَّى لَهُ أَنْ يَمْتَطِي الإِعْصَارا
فَقَصَدْتُ(مُنْسَرِحَ)البُحُورِ لَعَلَّنِي
أَشْفِي الغَليْلَ فَإِذْ بِهِ قَدْ حَارَا
جَرَّبْتُ شََطْراً في(الخَفِيْفِ)كَتَبْتُهُ
فَوَجَدتُهُ بِمَشَاعِرِي غَدَّارا
حَتَّى(المُضَارِعُ)مَا أَحَسَّ بِلََوْعَتي
وَاحْتَارَ حَرْفِي فِي حِمَاهُ وَغَارَا
فَأَتَيْتُ(مُقْتَضَباً)أَلُوذُ بِحِصْنِهِ
وَظَنَنْتُ أَنَّ حُصُونَهُ أَسْوَارا
(مُجْتَثُّ)مَا أَوْفَى بِعَهْدٍ عِنْدَمَا
نَادَيتُهُ…وَاسْتَقْدَمَ الأَعْذَارا
فَحَسِبْتُ أَنَّ البَأسَ في(مُتَقَارَبٍ)
لَكِنَّهُ لا لَمْ يَكُنْ مِدْرَارا
خَابَتْ ظُنُوْنِي فِي قِوَى(مُتَدَارَكٍ)
وَلَكَمْ حَسِبْتُهُ فَارِساً مِغْوَارا
عَجِزَتْ بُحُوْرِ الشِعْرِ عَنْ وَصْفٍ لَهَا
وَأَرَى الفُؤَادَ لِحَتْفِهِ قَدْ سَارَا
وَلَقَدْ قَضَيْتُ النَحْبَ فِي بَحْرِ الهَوَى
وَأَنا الَذِي جُبْتُ الدُنَا إِبْحَارَا …!
محمد جهاد شيط