نـثرت عـلى تـراب الـشام شـعري
مـزجت بـه هـوايَ وبعضَ عطري
كــتـبـتُ بـــه ســطـوراً زاهــيـاتٍ
فـــكـــان نــسـيـجُـه حـــبــاتِ درِّ
ونـادمـت الـسـهولَ عـسايَ ألـقى
عــلـى جـنـبـاتها أشــطـانَ سـحـرِ
وهــبـتُ لـطـيرها الأنـغـامَ تـتـرى
تــردِّدُهــا كــمــا نــبـضـاتِ طــهـرِ
وأرَّقــنـي سـنـاهـا حــيـن هــبَّـتْ
نــسـائـمـه عــلــيَّ كــحــرِّ جــمــرِ
وحـدَّثـني حـديـثَ الـحـزنِ عـنها
فـكاد عـلى الـخدودِ الدمعُ يجري
وقـالتْ لـي النسائمُ وهـي تـبكي:
لـقـد طـالَ الـهوانُ ولـيت شـعري
وطـــال الـقـهـرّ والـتـفَّـتْ عـلـيـنا
شـآبـيـبُ الـــردى تــبـري وتـفـري
شــآمُ الـخـيرِ أضـحـت تــصطليها
بـرامـيـلٌ مـــن الأحــقـاد تــسـري
فتاهت في الرُّبا الأشجانُ تمضي
بـــلا أربٍ تـسـيـر ولـيـس تــدري
وضـاقت كـلُّ دربٍ فـي الـفيافي
وأضـحى الـناس فـي غـمٍّ وعسرِ
فـقـلتُ :غمـامةٌ ولـسـوف تـمضي
وتــأتـي بـعــــده حـــالاتُ يـسـرِ
وتــرجـع شـامُـنـا ونــعـود فــيهـا
لـنـعـمـرَها ويــهــربُ كـــلُّ غـــدرِ
إبراهيم الأحمد