• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!
أضف تعليقك

أضف تعليقك

ألقى على الموعدِ المنسيِّ ذَيلَ قِلى؟ 
أَم حاقَ بالصبّ ضِيقُ الوقتِ فانشغلا؟
أم هجّرَ البرتقالَ السفحُ بعدَ هوى 
وشرّدَ التينَ وَالزيتونَ فانتقلا؟
أم نام زندُ أبي عن شوّق منجلِهِ 
فأنجبَ الصيفُ مِن أردانِه دغَلا؟
ياأمّنا طفلُ مَن هذا المدلّلُ إن 
داعبتُه احتجّ أو دغدغتُه زعَلا؟
فيه مِن الغضب الوقّادِ جذوتُهُ 
ومِن نبيلِ السجايا ما حلا وغلا
قالت: هو ابن المدى المولودُ من غضبٍ 
ألقاهُ حنظلةً في السهلِ وارتحلا
مابين حيفا ويافا والخليلِ رَبا 
وشبّ بين قِباب القدسِ واكتَمَلا
ميراثُه الحجرُ القدسيُّ ، يقذفُهُ 
مسافة ًعرّشتْ رفضاً وشعلةَ لا
*** 
ياقدسُ في داخلي مجنونُ أسئلةٍ 
فمن يردُّ على المجنون لو سألا؟
ياقدسُ خمسون عاماً، خيمتي قفصٌ 
والروح أجنحةٌ، تستوضح السبُلا
أُمّاه، هل مِن نبيٍّ لايَمَلُّ ولا 
تضيق رؤياهُ بالوحي الذي نزَلا؟
صبّارةً مرّت الدنيا، وصرتُ سدى
أتلو على مسمعيها الشهدَ والعسلا
يمضي إلى نارهِ هذا الحنينُ، وفي 
عينيهِ عصفورُ ماءٍ يشربُ الوشَلا
يمضي إلى اللّاتناهيْ دربُ عودتِنا 
والأرضُ بستانُ قحطٍ، والوِفاضُ بِلا
*** 
يالنائمينَ وركضُ الخيلِ مَر َّبهم
ألا سلكتم سبيل الراكضين؟ ألا؟
لولا الإرادةُ في شريان زارعِها 
ما أنجبت كرمُة الفلاح كأسَ طلى
فكيف مَن أسسوا بالأمسِ أندلساً 
نامت عزيمتُهم واستمرأوا الكسَلا؟
وكيف مِلّةُ ربٍّ واحدٍ أحدٍ 
في غفلةٍ مِن نبيٍّ فرّختْ مِلَلَا؟
وكيف بطنُ الحضارات التي حبلَتْ 
عشرين قَرناً وقرناً أنجبتْ طلَلَا؟
*** 
يا قدسُ غطّتْ رمالُ الخوف خيمتَنا
حتى اندملنا، وهذا الجرحُ ما اندمَلا
مَن أضرمَ الصومَ في بستانِ فكرتِنا؟ 
ودسَّ فينا وليدَ الحزنِ فاكتهلا؟
فيا سؤال الدجى عن كلِّ مشمسةٍ 
لولاكِ ما كان في نفي الضياءِ بَلى
لا تمسحي دمعةً إن شئتُ أمسحُها
بل لملِمي الثلجَ عن شيبي الذي اشتعلا
وناوِلي الصبّ قرآنا يرتِّلُه 
وقرِّبي مِن شفاه ِالصائم البلَلا
واستغفري لهوىً مغلولةٌ يدُهُ 
ولاتقولي لأشواقِ المعذَّب: لا
*** 
يالجاهلينَ دمي، يالعارفينَ بِهِ 
يالقادمينَ مِن الـ… يالذاهبينَ إلى …
طوبى لحنظلةَ الحَجّارِ نخوتُه 
طوبى لضربتِه، طوبى له بَطَلَا
ماحَلّ في خاطر الآمالِ زقزقةً 
إلا وأزهرَ في صحرائها زجَلا
وكُلّما رشّهُ صوتُ الأذانِ نَدى 
توضأ النصرُ في عينيهِ واغتسلا
***
ياظلمةَ الدربِ، آتٍ من هناكَ وقد 
وصلتُ قبلي، وهذا الدربُ ماوصَلا
أنا اليبوسُ التي حنّاءُ تُربتِها 
تفتقتْ أنبياءً، وازدهتْ رسُلا
لي وردةٌ مِن نبيٍّ كمموا فمها
ولوثَتْ عطرها بارودةُ الدُّخَلا
داسوا على وردةِ الموال فاختنقَتْ 
وأجفلوا عند نبع الماء ريمَ فَلا
خمسونَ عاماً وبابي موصدٌ، وأبي 
مفتاحُ عودتِه في كفّهِ ذبلا
خمسون عاماً على حلْم الرتاجِ يدي 
تغفو، ومفتاحُها لَم يفقد الأمَلا
يا أهلَ ودّي، ونارُ الخوف تعصفُ بي 
لم أنتظر منكمُ مدحاً ولا غزَلا
لولا الحجارةُ في مقلاعِ حنظلةٍ 
لكنت أقسمتُ أني لم ألد رجُلا 
___________
جاسم محمد جاسم