~ غُرْبَةُ وَطَنْ ~
غَرِيْبُ الخُطَاْ دَرْبِيْ تَعَثَّرَ فِيْ دَمِيْ
وَ حَرْفِيْ يُعَانِيْ حُرْقَةَ السَطْرِ فِيْ فميْ

بِـ حَلْقِ يَرَاعِيْ قَدْ تَذَبْذَبَ حِبْرُهُ
وَ غَصَّتْ (مَفَاعِيْلُنْ فَعُولُنْ) بِـ مَبْسَمِيْ

عَلَىٰ مَوْجِهَاْ أَوْتَارُ بَحْرِيْ تعَثَّرَتْ
وَ قِيْثَارُ أَوْزَانِيْ بَرَاهُ تَلَعْثُمِيْ

وَ تَاهَتْ عَرُوْضِيْ فِيْ زِحَافَاتِ لَحْنِهَاْ
فَـ صَارَ مِدَادِيْ يَشْتَكِيْ جَوْرَ مِعْصَمِيْ

كَفَىٰ حَزَنَاً أَنَّ القَوَافِيْ تَغرَّبٕتْ
عَلَىٰ سَطْرِهَاْ فِيْ صَفـْحَةِ الحِبْرِ وَ الفَمِ

كَفَىٰ حَزَنَاً أَنِّيْ بِـ أَرْضِيْ مُغَيَّبٌ
وَ مَسْقطُ رَأْسِيْ لَيْسَ لِلْرَأْسِ يَنْتَمِيْ

تَنَاءَتْ عَنِ الأَوْطَانِ أَوْطَانُنَاْ كَمَاْ
تَنَاءَتْ عَنِ الأَسْمَاعِ أَلْفَاظُ أَبْكَمِ

وَ عْنْ وَاجِبِ الأَوْطَانِ بَانَتْ ضَمَائِرٌ
عَنِ البِرِّ أَقْصَتْهَاْ دَيَاجِيْرُ مُعْتِمِ

كَأَنَّ عَلَىٰ الإحْسَاسِ فِيْهَاْ غَشَاوَةٌ
وَ رَانٌ عَلَىٰ رَانٍ عَلَىٰ الحِسِّ يَرْتَمِيْ

و مَنْ خَانَ أَوْطَانَاً ترَبَّىٰ بِـ حُضْنِهَاْ
وَ لَمْ يُوْفِهَاْ حَقَّاً فَـ لَيْسَ بِـ آدَمِيْ

وَ مَنْ لَمْ يَصُنْ عِرْضَاً وَ عَهْدَاً وَ مَوْثِقَاً
لِـ أَوْطَانِهِ وَ اللَّهِ لَيْسَ بِـ مُسْلِمِ

وَ مَنْ أَدْمَنَ الأَوْطَانَ حُبَّاً و صِبْغَةً
تَظَلُّ بِهِ تَحْيَاْ وَ تَسْرِيْ مَعَ الدَمِّ

فَـ يَاْ مَوْطِنِيْ مَهْمَاْ تَغَرَّبْتُ إنَّنِيْ
حَفَرْتُكَ مِيْثَاقَاً وَ عِشْقَاً بِـ أَعْظُمِيْ
~عبيدة14.1.2023الكيالي~