قصيدة

زلزالها بلدي

في الرّوحِ أشجانٌ بلا عَدَدِ
تحكي عَنِ النَّكساتِ في بلدي

تصطادُنا دوماً على مَضَضٍ
وَتَصُدُّنا جَرحى بلا مَدَدِ

أَسَداً ظَنَنّاهُ فغَرَّ بنا
فطغى وهذي شيمةُ الأسَدِ

وتعاورَتْنا كَلُّ نازِلةٍ
في طبْعِها الخُذلانُ للأبَدِ

يغْتَرُّ صاحبُها فتُلْقِيَهُ
كالبحرِ لا تحنو على أحَدِ

تهْتَزُّ مِثْلَ الرّاقصاتِ وما
في رَقْصِهِنَّ علاجُ كُلِّ صَدِي

أو كالخَريفِ إذا انتهى أجلٌ
في ريحِها الإتلافُ للجَسَدِ

ما مَرَّ يومٌ دونما حَدَثٍ
إلاّ وجاءَ أخوهُ بالكَمَدِ

إخوانُنا ضاقتْ بهمْ سُبُلٌ
فَرِّجْ إلهي هَمَّ مُفْتَئِدِ

والْأَمْ جِراحاً ضاقَ صاحبُها
منْ رَوْعِها قدْ زَلْزَلَتْ كَبِدي

أطفالُنا بالشّامِ رَوَّعَهُمْ
حُكّامُهُمْ يا ربِّ فاتَّئِدِ

وتزاحمتْ عَثَراتُهُمْ فغدتْ
مثلَ الجبالِ وزيدَ بالبَرَدِ

ودماؤهم سالتْ بأودِيَةٍ
وتزلزلتْ زلزالها بلدي

أخْتارَهُمْ مولاهُمُ شُهُباً
شُهَداءَ لا يشكون للأبدِ ؟؟

الشاعر بنان البرغوثي

مَنْ مبلغٌ إخوتي في أمّةِ العربِ
سوريّةُ اليومَ في هولٍ وفي كَربِ؟

مدُّوا لها يدَ غوثٍ أختُكمْ صرختْ
من هولِ فاجعةٍ فاقتْ على صخبِ

أطفالُنا افْترشُوا السّاحاتِ واعْتصمُوا
بحبلِ ربٍّ مُغيثٍ كاشفِ الحُجبِ

يا ربُّ كُنْ معَهم في يومِ راجفةٍ
تزلزلَ الحيُّ ناحَ القلبُ كالقصبِ!

على منازلِ عزٍّ قد غدتْ حُطماً
في لحظةٍ رجفتْ في قبضةِ الغضبِ

على دِما هُدرتْ منظورةً أسفا
على دُمى طفلةٍ معشوقةِ اللّعبِ

اللهُ أكبرُ رُجَّ القلبُ في سكنٍ
قد مادَ حائطُهُ من خوفِ مُرتهبِ !

كلٌّ غدا في قضاءِ اللهِ مُرتهنا
في ساعةٍ قُدّرتْ في ليلة الرّهبِ

حمدي أندرون – سوريا

على أيِّ مِقْـيَاسٍ، بنا اهْـتَزَّتِ الأرضُ؟
فلم نَسْتَطِعْ نُطْقَاً، ولم يُسْعِفِ الغَمضُ

تـزَلْـزَلَـتِ الــدُّنـيـــا.. كــأنَّ قــيــامَــــةً
بِـنَـا نَـزَلَـتْ، مِنْ هَـوْلِـهَـا جَـمُـدَ النَّبْضُ

فـمـا ثَـمَّ إلَّا الـرُّعْـبُ، ربَّــــاهُ جـاثِــمــاً
على صَدْرِنا، والموتُ كالسَّهمِ يَـنْقَـضُّ

حَـنَـانَـيـــكَ يا حَـنَّـانُ لُـطْـفَـاً بِـحَـالِـنَـا
فـلا تُـهْـلِكِ الـدُّنـيا بما أفْسَدَ الـبَـعْـضُ

ورَحْـمَـتُـكَ الـعُـظْـمَـى إلـهـي رَجَـاؤنـا
وعَـفْـوُكَ عـنَّـا يَجْعَـلُ الكَـرْبَ يَـنْـفَـضُّ

نُـقِــرُّ بِـأنَّـا الــمُــذْنِــبـــونَ، فـهَـبْ لـنـا
مِنَ العَفْوِ، ما يُحْيـي القلوبَ فَـتَبْيَـضُّ

ومــا كــانَ أمْــرُ الله إلاَّ عــقـــــــوبــةً
وزَجْـراً لـنـا، عَـمَّـا يُـسَـبًِّـبُــهُ الـبُـغــضُ

عـقَــدْنـا لإبـلـيـسَ الـــولاءَ جَـهَـالَـــــةً
فقُدْوَتُنَا الأشْقَـى، ومِـنْـهَـاجُنَـا الرَّفضُ

على الله أعْـلَـنَّـا الحُـروبَ، ومَـنْ تُـرَى
يَفوزُ بحربِ الله، فاسْتَغْفِروا وامْضوا

سِـراعـاً إلـى مَـرْضَـاتِـهِ، قَـبْـلَ مَـوْتِـنَـا
بِـزَلْــزَلَـــةٍ أقـــوى، تَـمـيـدُ بـهـا الأرضُ

ومَنْ يَسْـتَطِـعْ فَـلْـيَنْـجُ إنْ ثَمَّ مَـهْـرَبٌ
وأنَّى لهُ الـمَنْجَى، وهل يَنفَعُ الرَّكْضُ؟

فـيـا ربِّ أدْرِكْـنَـا.. وعَـجِّـلْ بِــرَحْــمَــةٍ
فإنَّ لكَ الــرُّجْـعَــى، وإنَّ لكَ الـقَـبْـضُ

رهيف حسون