يا ربِّ عبدٌ أتى يدعوكَ ربَّاهُ === والذنبُ أرَّقهُ في الليلِ أبكاهُ
وباتَ يدعوكَ يا ربيْ لترحَمَهُ === وتغفرنْ ذنبهُ، تمحو خطاياهُ
فأنت أنت الذي لولاك ما كنّا === والكونُ ما كان أنت الأولُ اللهُ
وليس قبلك من شيءٍ أيا صمدُ === والكونُ يفنى وأنت الآخِر اللهُ
يا ربنا أنت بارينا ورازقنا === وأنت تعلمُ ما كُنَّا جنيناهُ
وأنت تسترُ عبداً زلَّ زلَّتَهُ === أغواهُ شيطانُهُ هواهُ أعماهُ
يعيشُ في هذهِ الدنيا على مضضٍ === ويقبضَنْ دينَهُ جمراً بِيُمنَاهُ
قد صار يحيا بعصرِ الكفرِ في ألمٍ === كمْ حاولَ الكفرُ يُغْويْهِيْ ببلواهُ
من يومِ أن غيَّبَ الكفرُ شريعتَنا === نعيشُ أنظمةً تُقصِيْ قضاياهُ
وتُفسدُ الناسَ في مكرٍ وتوردُهمْ === فعلَ الحرامِ بخبثٍ ما عرفناهُ
عصرٌ بهِ كلُّ أفاتٍ ومعضِلةٍ === يقودهُ الكفرُ والحكامُ تَنساهُ
ودنسوا كل أرضٍ ينزِلونَ بها === حتى بمكةَ والأقصى رزاياهُ
يُجاهرونَ بأخلاقٍ ويا أسفيْ === باسمِ التحررِ للإنسانِ قد تاهوا
تعافُ أفعالهَم كلُّ الدوابِ ولمْ === نَرَ البهائم تَقْفُوْ ما سمعناهُ
وأعجبُ العُجْبِ أنْ تُصْغِيْ لداعيةٍ === يَرْضَى الشذوذَ ،نفى حَداً علمناهُ
والبعضُ وافَقهُ ضَلالَهُ تباً === ماذا تفيدُ صلاةُ الفجرِ رباهُ
ماذا يفيدُ صيامٌ واجبٌ وكذا === صَوْمُ النوافلِ مَنْ قَدْ ضَلَّ مسعاهُ
والكفرَ شرعنَهُ في أمتي وغدا === يُشِينُ تجريمَهُ، والحدَّ ألغاهُ
وللربا والخنا والعهرِ حَلَّلَهُ === وزاعماً فَهْمَ دينِ اللهِ ،،أواهُ
أواهُ مِنْ وَقِحٍ ،تباً لهُ وَلِمنْ === يُحبهُ أو يُقَوِّيْهِيْ بفتواهُ
أَيَنْسِبَنْ فَهْمَهُ للوحيِ مُفترياً === حاشاهُ دينَكَ يا رباهُ حاشاهُ
تباً لمن نُسِبوا للدينِ وانتسبوا === هم للشياطينِ والكفارِ أشباهُ
يا رب إجرامُهم قد جازَ حاكمَنا === بِهمْ بُلينا ،فكيفَ الحلُ رباهُ
قالوا وقال كبيرٌ منهمُ خَطَلاً === قالوا الخلافةَ أوهاماً ألا شاهوا
شُلَّت أياديهِمُ بَلْ فرضُ خالقِنا === أخزاهمُ اللهُ في الدنيا وأخراهُ
يا ليتَكمْ خُرْساً تبت فِعالُكُمُ === يا ليت نعلاً لأَدْناكُمْ عَلا فاهُ
يا من تبعتم لجحرِ الكفرِ في سفهٍ === وصرتمُ ذَنَبَاً للكفرِ أسراهُ
عودوا الى اللهِ قبلَ الموتِ واغتنموا === إمهالَهُ لكمُ من قبلِ لُقيَاهُ
يا من تبعتمْ رؤوساً ضلَّ منهجُها === صرتم قطيعاً لهم أواهُ أواهُ
بالله يكفي ،ويكفي الدينَ طعنَكُمُ === طريقكمْ زاغَ ، كفراً قد تَغشَّاهُ
وخَدَّرتْ أمتيْ أفكارُكُمْ فَكَفَى === عيشَ الهوانِ وَتشريعاً لِضَرَّاهُ
يكفي حدوداً تُؤَسِّينا وأنظمةً === واليومَ بِعتمْ لأقصانا ومَسراهُ
تُعطونَ غاصبَهُ صكاً بِغَصْبَتِهِ === أين الجهادُ، وهل هذي سجاياهُ
من ذا الذي كان بالتوقيعِ خَوَّلكمْ === عودوا إلى اللهِ لا تُرضونَ إِلاّهُ
أم أنكمْ قد ركنتمْ للعِدى أملاً === في بقعةٍ وسلامٍ ،ذاك نلناهُ؟!!!
إني أُناصحكمْ لا تفعلوا وثقوا === بأنَّ في الصبرِ خيراً تلكَ عُقباهُ
وامضوا نعيدُ شَريعَةً لِنُرْجِعَها === واللهُ ناصِرُنا ما إنْ نصرناهُ
يا ربِّ يا ربِّ عجِّلْ نصرَ أمتِنَا === نصراً عزيزاً وتمكيناً طلبناهُ
رُغْمَ المصائبِ ما هُنَّا ولا وَهَنَتْ === عَزْماتُنَا لا ولا للكفرِ نرضَاهُ
فثبتِ اللهُ منْ للدِّينِ همَّتُهُ === يا ربِّ ليسَ لنا سِواكَ نَخشاهُ
عبد المؤمن الزيلعي