أنا نازحٌ والبعدُ أحرقَنِي
وتشرُّدِي قد زادَ في حزَنِي
أنا نازحٌ لا أهلَ لا بلداً 
لا مالَ لا جيرانَ تُؤنسُنِيْ
أصبحتُ لابيتٌ ولا سكنٌ 
أجثُو العراءَ هنَا على وطنِيْ
الحربُ هدَّتْ مسكنيْ عبثاً
والرُّعبُ في الآفاقِ شرَّدنِيْ
النِّصفُ من أهلِي قضَى قدراً
والنِّصفُ في التَّشريدِ والحزنِ
أخطُو دروبَ الأرضِ في سفرٍ 
وعلى كواهلِ أسرتِي كفنِيْ
باللَّهِ كيفَ العيشُ ؟ هلْ سكنٌ
من خيمةٍ في القاعِ يحفظُنِيْ ؟
في الحرِّ شمسُ الصَّيفِ لاهبةٌ
بردُ الشِّتَا في اللَّيلِ يُرهقُنِيْ
مازالَ رملُ الكثْبِ وا أسفَا
بزئيرِ عصفِ الرِّيحِ يَصفعُنِيْ
أنا في عَرَا القِيعانِ معتكفٌ
والفقرُ في روحِي وفي بدنِيْ
كم ظلَّتِ الأوباءُ في صلفٍ 
تغزُو حشَا الأحشَاءِ في علنِ
فقرٌ وأمراضٌ ومسغبةٌ 
جوُّ الرَّدى بالرِّجزِ يُمطرُنِيْ
منذُ خرجتُ عن القُرَى هرباً
مازالَ وحشُ الموتِ يَرقبُنِيْ
متسوِّلٌ في الأرضِ هلْ أملٌ ؟
كم سِمتُ في صنعاءَ في عدنِ
__________
إبراهيم القيسي