كما الأحلامُ يسبقُها الرَّجاءُ 
فلي حلمٌ يضيقُ بهِ الفضاءُ

بأنْ أبقى على ثقةٍ بربِّي 
بوعدِ اللَّهِ ينصرُ إذ يشاءُ

و لي حلمٌ : بأنَّ النَّصرَ آتٍ
و لي شعبٌ تعمِّدهُ الدِّماءُ

و لي وطنٌ تشبَّثَ بالمعالي 
و شعبٌ ما يكونُ لهُ انحناءُ

تعاودني أماني النَّصر صبحاً 
سأنجزُها إذا حلَّ المساءُ

فتورقُ نبتةُ الأحلامِ ليلاً 
و تزهرُ عندَما يأتي الضياءُ

على أملٍ أسوقُ لها الأماني 
فتوقظُني وقدْ عزَّ الرَّجاءُ

تركتُ الوقتَ ينزفُ أمنياتي 
فهلْ يأتي منَ الأحجارِ ماءُ

إذا ما الصَّبرُ حالفَني قليلاً 
فإنَّ الصَّبرَ يخلفُهُ العطاءُ

دعتْني للأماني نارُ حربٍ 
فخضْتُ غمارَها و ليَ اجتراءُ

و جاءتني الأماني بعدَ لأيٍّ 
و صرْتُ محارباً و الحربُ داءُ

و زوّجْتُ الأماني للأماني
فقدْ ولدَتْ كما تلدُ النِّساءُ

فأتأمتِ الأماني كلَّ عجزٍ
و إنَّ العجزَ في الدُّنيا بلاءُ

أتانا الشرُّ ذا نابٍ ليطغى 
و أنشبَ نابَهُ أنَّى يشاءُ

و دسَّ السُّمَّ في لبنٍ و ماءٍ 
و لمْ نأبهْ فقدْ مُلئ الإناءُ

ذروت على الجبال لهيب نفسي 
فأجَّجَ صخرَها هذا الهواءُ

وكانَ السَّفحُ ذا شجرٍ فأضحى 
دخاناً ليسَ تقشعُهُ السَّماءُ

أنا منْ أمَّةٍ ربِّي حباها
منَ التَّوحيدِ يشهدُهُ حِراءُ

فإنْ جيلٌ تقاعسَ نحوَ نصرٍ 
فأجيالٌ تدبُّ إليهِ ، جاؤوا

أقولُ لأمَّتي : صبراً قليلاً 
سيأتي البرءُ لو عزَّ الدَّواءُ

فكوني كالرَّبيعِ فإنْ تلاشى
فإنَّ الصَّيفَ يعقبُهُ الشَّتاءُ

عبدالرزاق محمد الأشقر