جراحٌ بلا بابٍ و روحٌ مُرقَّعه 
ولا أولٌ في الغارِ يؤنسُ من معه 
……..
دخلنا جحورَ الليلِ منذُ اغترابنا 
ولم يأتنا للآن صبحٌ لنتبَعَه 
…….
على رنة الأعماقِ أصحو وخافقي 
يكاد لطول الطرق يكسرُ أضلعَه 
…… 
وما من يدٍ خلفَ النداءِ تجيبه 
لذا كان طول الليل يسكبُ أدمعَه 
…….
تنهدَتِ الأشجارُ في قاع صدره 
فحيث رآه الغيمُ أغمض مسمعَه 
……..
تعلَّم أن العمر صحراءُ فارسٍ
تُشَيِّدُ حولَ العنقِ حبلا ليقطعَه 
……….
فإمَّا .. وإمَّا لا انطفاءَ لحزنه 
فلم يدَّخرْهُ الرملُ إلا ليبلعَه
..
تعلَّمَ أن الكفَّ إن كانَ عازفًا 
فلا بدَّ من يوم يُضيِّعُ إصبعَه 
……….
وأنَّ بلادًا تخبزُ الضوءَ للورى 
ستغدو خرابًا من ظلامٍ وأقنعَه 
…………
تعلَّم أنَّ الشمسَ أمٌ رحيمةٌ 
تقسِّمُ بالعدلِ الضيا لتوزعَه 
………
وأبناؤها مابين بارٍّ بأمِّه 
وعاقٍّ لها بالجهلِ يحفرُ مصرعَه 
……
وفي الشرق حيث الحبُّ صارَ خرافةً 
غدا العربيُّ اليومَ في الناسِ إمَّعه 
……..
تعلم أن القهر في الأرض كرمةٌ
وكم من كريمٍ قدَّم الكأسَ مُترعه 
……..
وكم من سكارى لا خيام لحلمهم 
فكل وسادات الحقيقة مفزعه
……..
تعلَّم حتى صار بالحزنِ راهبًا 
يعمِّدُ بالقلبِ العيونَ لتُدمِعَه
_________
محمود موزة