ما عدت لأشعر يا عمّان
أن الشالَ الأبيض حولك لغة حنان
أن الأبيض فيكِ اشتق الضد من الضد
ووثّق رمزا آخر غير الأكفان
أنّ الأسْفلت شرايين 
تشتبك وتمتد وتقصر مابين وجيبٍ ووجيبِ
ما بين محب وحبيبِ
وتضخّ حياة في قلب تكبر فيه الأعراس
ولا تسكنه الأحزان
ما عدتُ أحسّ
وأنت الحسّ
وما يكتمه الوجدان عن الوجدان
أنك أعصى بشعابك عن غدر الخلجان
وأمضى بشبابك من طمع المرتزقة أو وهم الفرسان
وأشهى بثيابك من أن تقتطف الزنبق من خديك
لصوص لا تعرف طعم الأوطان
و الآن الآن
ينتقل المشهد بين سفوح تلال سبعهْ
بين سمائك تكتظ بآلاف العشاق وقد رجعوا
من نزهتهم ليلَ الجمعهْ
وبين الأبواب السوداء تعنون سفر الخوف 
وأقبية السجّان
سجان يعتقل البسمة يتركنا لاشيئ
هياكل نقشتها كف الصمت
على قارعة الجدران.
__________
عبد القدوس القضاة