سقط العقيد الثائرُ المقدامُ !! ** وبوجههِ قد داستِ الأقدامُ

وهوى بجحرٍ كالحقير وليته !! ** فكذا هوت من قبله الأصنام

يا من تجندلَ في خبيث دمائه ** سلْ جحركَ المعفون أين نظامُ !!

أولم تكن ( ملكَ الملوكِ ) بأمسنا ** وكذا عميدٌ تحتَكَ الحكّامُ !

أولم تكن عند الكبار مكرّماً ** ضربت له كالأميزين خيامُ

يا من بنى من ذي الجماجم قصره ** وقوائم العرشِ العظيمِ عظامُ !

وعظمت حتّى صرت من فرط الخنا ** متنبّئاً لعبت به الأورامُ

حتّى استطلت هوىً إلى قرآننا ** لتبيع دينكَ حيث كان حرامُ

وقتلت شعبكَ أربعين وليتها ** تكفيك لكن يطمع الأقزامُ

أولم تقل من أنتمُ ! سنبيدكم ! ** لا للرجوع وللأمام أمامُ !

إنّي أراكَ اليومَ أشقى جيفةٍ ** تلقى فلا حولٌ ولا إقدامُ

مثل الكلاب وما بلغت مقامها ** لكن تحارُ بخزيكَ الأقلامُ

أين الحشودُ وأين حرّاسُ الحمى ** أين الجنودُ وأينها الخدّامُ

أين الدّنانير التي بقرت بها ** بطن الأمير وحُصِّنَ الإجرامُ

سل كلّ من قد صاح يوماً بالدّما ** يفديك أينك أيّها المقدامُ

واسأل صحاري ليبيا وسهولها ** الحمراءَ كيف تبدّلتْ أيّامُ

كيف امتطى الثّوارُ عزّتهم فما ** يحميك من تلك الجموعِ عصامُ

دكّوا حصونك حاملين عقيدةً ** تهتزُّ من جبروتها الأزلامُ

ومضوا سباعاً لا تحلُّ قواهمُ ** وهوت أمام عرونهم أعلامُ

وإذا برأسك والنعالُ تدوسه ** والموتُ في شسع النعالِ يقامُ

ورحلت وحدك ما افتداك (مقاومٌ) ** بل فرّ عنكَ الصّحبُ والأقوامُ

ماذا تقول بقبرِ خزيك عندما ** يأتيك سؤلٌ ليس فيه سلامُ

سقط الجبان مبشّراً إخوانه ** أنّ المذلّةَ للظّلومِ لزامُ

فإذا بشيشيرُ الشّآمِ كعيكةٌ ** ذابت بلا فرنٍ له سيقامُ

وبفاسد اليمن السعيدِ توجّلٌ ** وكأن تحت فؤادِه الألغامُ

آياتُ ربّي أعظمنّ بأمرها ** هيَ سنّةٌ يدري بها الظّلّامُ

لكنّهم صمٌّ وعميٌ كلهم ** وكذا همُ بكمٌ ولا أفهام

وهمُ أباةُ الحقِّ في أوطانهم ** ولهم بطول بقائهم أحلامُ

الخالدون بزعمهم والماجدو ** ن وكل ذا أوهامُ

الخائنون السّاقطون بغيّهم ** المرجفون وكيدهم معلامُ

البائعون ديارهم لعدوّنا ** وبوجهنا يعلو الوجوه لثامُ

بمزابل التاريخ أحسنُ حالهم ** وإذا قضوا فبذي الجحيمِ مقامُ

حمداً لربِّ العرش قاصم حكمهم ** فاليوم لا همّ ولا آلامُ

هو عهده للمؤمنين بنصره ** وهزيمةِ الظّلامِ ذاك ختامُ


شعر : طارق حسين الدغيم