يا خيرَ أيّامِ دهْرٍ عظّمَ اللهُ
فاضتْ بخيراتِها مَنْ يَجْنِ بُشراهُ

روضٌ شهيُّ الجَنى ضاعتْ أزاهرُه
داني القطوفَ وكمْ جادتْ حناياهُ

أقبلْ أُخيَّ وذُقْ واحْمَدْهُ خالقَنا
واضرعْ لربِّ السّما واشكرْ عطاياهُ

كُنْ مَنْ جفا جنبُهُ ليلاً مضاجعَهُ
واهجرْ ذنوباً وعُدْ للهِ تلقاهُ

ربّاً رحيماً عفا كمْ جادَ مغفرةً
من تابَ ثمّ اتّقى بُشرىً وسُعداهُ

من نالَ منهُ الرّضى طابتْ معيشتُهُ
يحظى نعيمَ الدُّنى .. يا فوزَ أُخراهُ

حاز المنى وانثنى للهِ يحمدُهُ
منْ ذا استحقّ الثّنا والحمدَ إلّاهُ

يا ربّ لي مهجَةٌ ظمئى لتلبيةٍ
بين المقامِ وبين الرّكنِ ربّاهُ

فاروِ الفؤادَ بسعيٍ في مرابِعهِ
ما بينَ عطفِ الصّفا أسعى لمرواهُ

حرّى دموعي جرتْ شرِقتْ محاجرُها
شوقاً لبيتِ البها والروضِ أقصاهُ

عائدة قباني