يا ربِّ إنِّي كم أتوق لحجَّةٍ
مبرورةٍ قبلَ التقاءِ منيتي

كيما أعود إليك ربِّي طاهرًا
مِنْ غيرِ آثامٍ وأيِّ خطيئةِ

فاقبل دعائي يا كريم فإنَّني
أهفو لعفوِك والرِّضا والرَّحمةِ

يشتاق قلبي للطوافِ وسجدةٍ
في حِجر إسماعيلَ عند الكعبةِ

وتحيَّةِ الحَجَرِ الكريمِ بِضَمَّة
طَمَحَت لِخُلدٍ في نعيمِ الجنةِ

والسَّعيِ في روضاتِ صَفْوٍ دائمٍ
ما بينَ أحضانِ الصَّفا والمَروةِ

والشّربِ مِنْ ينبوعِ زمزمَ شربة
تُشْفَى بها مِنْ كلِّ داءٍ مُهجتي

والرَّكضِ في عرفاتِ ربِّي للسَّنا
في كلِّ ركنٍ أو بأيَّةِ بُقعةِ

تعلو يدايَ إلى السَّماءِ بِذِلَّةٍ
ويموج قلبي بالتقى والخشيةِ

وزيارةِ القبرِ الشَّريفِ وروضةٍ
بلغت بها العلياءَ خيرُ مدينةِ

أُلْقِي التَّحيَّةَ والسَّلامَ على الّذي
بالخيرِ أُرسِلَ والهُدَى والرَّحمةِ

خيرِ الأنامِ وخيرِ مَنْ وطأَ الثَّرَى
ومُتِمِّ نورِ الله بعدَ الظُلْمةِ

يا ربِّ واجعلني لوجهِكَ خالصًا
مِنْ كلِّ أهواءٍ وكلِّ نقيصةِ

واغمر بنوركَ مُهجتي وبصيرتي
وجميع أرجائي ، وسدِّد خطوتي

وانزع مِن القلبِ الرُّكُونَ إلى الدُّنى
واجعل رضاءَكَ يا إلهي قِبْلتي

يا ربِّ واجعلني بِحبك أكتفي
عن أيِّ شيٍْ قد يَضُرُّ محبتي

إنِّي وإنْ كثرت ذنوبي طامع
في أنْ تسامحني وتقبل توبتي

وتعيدني دومًا إليك وقد صَفَت
روحي وزالت مِنْ وجودي غُربتي

إنِّي إليك أَمُدُّ يا ربي يدي
فَبِحَقِّكَ – اللهمَّ – فَرِّج كُربتي

وتَوَلَّ أمري كله ؛ فلقد بَدَا
حمقي وقلَّة حيلتي وتَشَتُّتي

وإذا أتي أجلي فَخُذْني طاهرًا
مِنْ كُلِّ أدراني وأَتمم بهجتي

واجمع فؤادي بالحبيب المصطفى
لِأنالَ مِنْ كفَّيهِ أحلى شربةِ

—————————————
حمدي الطحان