أيقونة العالمين

يا قبلةَ الأحبابِ والأغرابِ
يا ضوعةَ الأشذاءِ في المحرابِ

فالتُّربُ من ندٍّ تموسقَ عنبراً
والرّيحُ نسْمٌ ضاعَ بالأطيابِ

إن طافَ منها طائفٌ حولي نما
زهرُ الخزامى واختبا بثيابي

باحاتُ أقصايَ التي من حسنها
ذابَ الفؤادُ فحار فيهِ لُبابي

تيكَ المآذنُ تعتلي ذاك البها
وتتيهُ بين مساجدٍ وقبابِ

كأسٌ تربّعَ واتكا في حضنها
سحرَ العيونَ بمائهِ التّسكابِ

وحمائمٌ سجعتْ وطافت واحتمتْ
بمداخلِ الأسوارِ والأبوابِ

بيتُ الإلهِ ومن سواهُ يضمُّها
يُهدي الأمانَ مباركَ الأجنابِ

قدسي الحبيبة والضياءُ يلفُّها
سحرٌ تهامى بالسّنا الخلّابِ

سكنت فؤادي واستظلّتْ ها هُنا
ما بين حدْقِ العينِ والأهدابِ

أيقونةً للحسنِ أبدعَ خالقي
من غابرِ الأزمانِ والأحقابِ

لا شعرَ يوفي وصفها ذات البها
كلُّ البديعِ قصائدُ السيّابِ

ربٌّ بديعٌ صاغَ سحرَ جمالها
سبحان ربٍّ مُغدِقٍ وهّابِ

عائدة قباني