رَجَعتَ لَنا يا شَهـرُ بالخَيرِ تَزخَـرُ
وعادَت بِكَ الذِّكرَى تَطوفُ وتُمطِـرُ

فَكَم أَنفُسٍ بالأمسِ صَامَتكَ بَينَنا
نَحِـنُّ لَهُمْ والدَّمـعُ بالحُـزنِ يَقطُـرُ

لقد غادَروا الدُّنيا وأضنَى فراقُهُم
قُلـوبًـا بِوَيْـلاتِ الأسَى تَتَفَطَّـرُ

فإنْ أُحجِبَتْ بالمَوتِ عَنَّا وجُوهُهُم
فأطيافُهُـم دَوْمًا على البَالِ تَخطُـرُ

ويـا لَيتَهُـم يَدرونَ أنَّـا بِمَـوتِهِم
نَصومُ على هَـوْلِ المَنـايا ونُفطِـرُ

سَلامٌ مِنَ الرَّحمنِ يَغشَى قَبُورَهُم
ضِياءً إذا هَبَّ النَّسيـمُ المُعَطَّـرُ

سَنَلحَقُهُم يَوْمًا ونَلْقَى مَصيرَهُم
فَكُـلٌّ لَـهُ مِنَّـا كِتـابٌ مُسَطَّـرُ

الشاعر/عبده مجلي