وَجَعَلْتُ ذِكْرِكَ مَطْعَمِي وَشَرَابِي
……….. ………. …… …..
يَا عَالمًا سِرَّ الوُجُودِ بِأسْرِهِ

وَعَلِمْتَ في غَسَقِ الدُّجى أوْصَابِي
…….
فَلَأشْكُوَنَّ إلَيْكَ قِلَّةَ حِيْلَتِي

وَضُلُوعَ قَلْبٍ بِالجَفَا مُنْتَابِ
……..
وَدُمُوعَ عَيْنٍ تَسْتَهِلُّ وَتَخْتَفِي

وَكَأنَّهَا غُمِسَتْ بِجَمْرٍ خَابِي
…….
لَعِبَتْ بِيَّ الدُّنْيَا كَمَا قَدْ يَنْبَغِي

لِمَنِ اشْتَرَى بِالجَاهِ بَعْضَ خَرَابِ
………
وَنَسِيْتُ أنَّ الرِّزْقَ بَعْضٌ مِنْ رِضَا

فَانْسَابَ كَالوَحْشِ المُخِيفِ لُعَابِي
………
يَجْرِي وَيَلْهَثُ خَلْفَ كُلِّ فَرِيسَةٍ

فَأذَلَّتِ الهَفَوَاتُ خَيْرَ شَبَابِي
………
مَا طَابَ عَيشٌ الحَيَاةِ وَلَا جَرَى

لِلمُسْرِفِينَ على كَثِرِ رِغَابِ
……..
مَاذا أقُولُ وَلَيْسَ لِي مِنْ شِيمَةٍ

بِها أسْتَجِيرُ فَأرْفَعَنَّ جَوَابِي
……..
لَكِنْ بِرُغْمِ تَطَرُّفِي وَغُوَايَتِي

مَازِلْتُ أحْبُو نَحْوَكُمْ بِرِكَابِي
……..
وَمُعَلِّقٌ حَبْلَ الرَّجَاءِ بِعَفْوِكُمْ

وَلِذا خَلَعْتُ مِنَ الدُّنا جِلْبَابِي
………
وَأتَيتُ أطْمَعُ بِالوِصَالِ وَمَا لِيَا

إلَّا كَ تُذْكِي مِنْ لَهِيبِ إيَابِي
……..
قَدْ سُقْتُ هَدْيًا بالمَسِيرِ رَغَائِبِي

وَجَعَلْتُ ذِكْرِكَ مَطْعَمِي وَشَرَابِي
……….
وَلَقَدْ أتَيْتُكَ يا حبيبي آسِفًا

أسَفًا يُلَجْلِجُ هَدْرُهُ أعْصَابِي
……..
يَا مِنْ لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَرْتَجِي

وَبِجَنْبِهِ صَفْحٌ لِكُلِّ مُعَابِ
………

مَا لِي سُوَاكَ لِأسْتَجِيرَ بِعَفْوِهِ

وَأذِلَّ نَفْسًا جاوَزَتْ لِنِصَابِي
………
يَا رَبِّ إنِّي قَدْ أتَيْتُكَ رَاغِبًا

لَا رَهْبَةً مِنْ شِقّوَتِي وَعَذَابِي
………
فاجْعَلْ عُبَيْدَكَ مَا أتَاكَ مُسَدِّدَا

وَاجْعَلْ حِسابِي هَيِّنًا عِقَابِي
………
وَاجْعَلْ رِضَاكَ حَلِيفَ عَبْدٍ قَدْ جَفَا

ثُمَّ اسْتَتَابَ على هُدَيً وَصَوَابِ
………
يَا رَبِّ إنِّي قَدْ أتَيْتُكَ تَائِبًا

وعلى المَلَا لَكَ قَدْ رَفَعْتُ خِطَابِي
………. ……… ……….
شعر / مجدي الأزَّاز