28 أبريل, 2017 لو أعلنوا موت العرب
أَنِزارُ، لَوْ هُمْ أَعْلَنوا مَوْتَ الْعَرَبْ *** ما اخْتَلَّ شَيْءٌ في الْحَياةِ وَلا اضْطَرَبْ
مَنْ ذا سَيَخْسَرُ غَيْرُ تُجّارِ السِّلاحِ أَوِ الْحَشيشِ أَوِ الْقِحابِ أَوِ الطَّرَبْ؟
أَسَتَصْرُخُ الْقُدْسُ الْعَتيقَةُ مَرَّةً *** أُخْرى إِذا صُهْيونُ صَخْرَتَها اغْتَصَبْ؟
أَيُحاصِرُ الْأَحْزابُ غَزَّةَ هاشِمٍ *** إِذْ جُبْنُ صُهْيونَ الزَّنادِقَةَ انْتَدَبْ؟
أَسَتَرْتَدي بَغْدادُ حُزْنَ النَّخْلِ إِذْ *** تَسّاقَطُ الدَّمْعاتُ مِنْ يَبَسِ الرُّطَبْ؟
أَيَسيلُ دَمْعُ الْياسَمينِ بِشُرْفَةٍ *** هَجَرَتْ دِمَشْقَ إِذا ذَوَتْ في الْمُغْتَرَبْ؟
أَسَيَخْجَلُ الْجَعْفِيُّ مِنْ أَشْعارِهِ *** إِذْ سَيْفُ دَوْلَتِهِ الْمُظَفَّرُ مِنْ خَشَبْ؟
أَسَتَكْتَوي صَنْعاءُ بِالْحُزْنِ الذَّي *** لَزِمَ السَّعيدَ كَنونِهِ مُنْذُ انْشَعَبْ؟
أَسَيحْبِسُ النّيلُ الْدُّموعَ إِذا جَرى *** بِدِمٍ، لِأَحْلامِ الصَّبايا، ما نَضَبْ؟
ماذا سَيَخْسَرُ عالَمٌ يَسْعى إِلى *** غَزْوِ الْكَواكِبِ إِنْ يَمُتْ كُلُّ الْعَرَبْ؟
ماذا سَيَخْسَرُ مَنْ يَرَوْنَ بِلادَنا *** كُرَةً مِنَ النّيرانِ إِنْ نَفِدَ الْحَطَبْ؟
ماذا سَيَخْسَرُ مَنْ دَعَوْناهُمْ إِلى *** دينِ السَّلامِ بِكُلَّ أَسْبابِ الرَّهَبْ؟
لَنْ يَخْسَروا إِلّا تَخَلُّفَ أُمَّةٍ *** عادَتْ لِعَصْرِ الْجاهِلِيَّةِ وَالْحَرَبْ
لَنْ يَخْسَروا إِلّا زَعاماتٍ غَدَتْ *** عِبْئًا فَما فيهِمْ زَعيمٌ مُنْتَخَبْ
وَإِذا انْتَخَبْنا مَرَّةً في الْعُمْرِ صَحَّحَ صَوْتَنا جَيْشٌ عَلى الشَّعْبِ انْقَلَبْ!
مَنْ لَمْ يَجِدْ نِفْطًا يَبيعُ دِماءَنا *** كَيْ يَشْتَريْ عَرْشًا وَمُلْكًا مُنْتَهَبْ
لَنْ يَخْسَروا إِلّا قَصائِدَ رَثَّةً *** مَسَحَتْ بَلاطَ الْقَصْرِ مِنْ أَجْلِ الذَّهَبْ
كَمْ مِنْ شَعاريرَ ارْتَمَوا في حِضْنِ مَنْ *** مَنّاهُمُ، إِنْ يَمْدَحوا نَغْلًا، لَقَبْ
كَمْ مِنْ مَرابِدَ جِئْتُها مُسْتَبْشِرًا *** فَصُعِقْتُ إِذْ بِالشِّعْرِ أَمْسى دونَ أَبْ
وَعَلى مَوائِدِهِ اللِّئامُ تَقاسَموا *** ميراثَهُ غَصْبًا وَما لَهُمُ نَسَبْ
أَنِزارُ، قُمْ وَاكْتُبْ خِتامَ قَصيدَتي *** بِيَدي، مِنَ الْأَهْوالِ، يَرْتَجِفُ الْقَصَبْ
أَنَاْ لا يُطاوِعُني الْيَراعُ إِذا بَكى *** قَلْبي، وَأَمْلى الرّوحُ: قَدْ ماتَ الْعَرَبْ!
______________
جواد يونس