لاَ يخْدعَنَّــكَ مُصْلِـــحٌ وَ زَعِيـــمُ
فهِيَ السِّيَــاسَــةُ غُرْبَــةٌ وَ جَحِيـمُ
*
هَذا الَّذِي أمْسَــــى بِرُتْبَــــةِ قَائــدٍ
ذبَـحَ العرُوبَـــةَ كيْ يُقَــالَ كَريــمُ 
*
أنَا لمْ أرَ الوَطـنَ الكَبيرَ حضَـارَةً
مَــادامَ يحْــرِقُ وَجْهَـــهُ التَّعْليـــمُ
*
قادُوا البِـلادَ إلَى الخَرابِ وَهكَـذَا
عَاشَ العَـذابُ و مَااسْتَراحَ سَقيـمُ
*
مَا زالَ يرْسُـــمُ غيْظَـهُ بنَضَـــارَةٍ
هوَ شَــاعِـرٌ وَ مُفكِّــــرٌ وَ عَليـــمَ
*
يَا جمْـــــرَةً بَـاتَتْ تُقيِّـــــدُ شعْبَنَــا
أيْنَ البِشَـــــارَةُ أمْ هُنـــاكَ زَنيــمُ ؟
*
صبْرًا علَى صبْرٍ يُطَــارِدُ أنْجُمًا
لكِــنَّ قلْبَـــكَ أسْــــوَدٌ وَ رَجيــــمُ
*
يَا قَاتلَ الحُلْــــمَ البَهِــــيَّ خدَعْتنَـا
فَمتَــى سيقُـطُ فوْقنَــــا التَّنْجِيــــمُ ؟
*
كلُّ الشُّعُــــــوبِ تقدَّمَتْ إلاَّ الّتِـي
فِي مُقْلتيْهَــــا طَعْنــــةٌ وَوَجِيــــمُ
*
عُذْرًا إذا أبْحـرْتُ فـوقَ جِراحِنَـا
مَاعَــادَ ينبُضُ فِي اليَديْــنِ رَقيــمُ
*
السَّيْفُ و السِّجـْنُ اللَّعِيـنُ يَضُمُّنَـا
وَيقُـودُنَـــا رَغْمَ الأسَــى التَّعْتِيــمُ
*
لَا حُلْـــمَ ينْبُتُ بعْـــدَ كلِّ جَريمـةٍ
صَفْـــــرَاءُ كلُّ قلُوبنَــــا وَ تَهِيــمُ
*
هـَذي السَّمـــاءُ تَزيَّنَتْ بدُمُوعنَــا
والبَـــدْرُ أجعَــــدُ فوْقنَــا وَ ذَميـمُ
*
حتَّى الورُودُ تجَــرَّدَتْ مِنْ لوْنِهَا
لمْ يبْــــقَ بعْـد العَاشِقيـــنَ نَسِيــمُ
*
لَا لمْ نَـذُقْ طعْـــمَ الحيَـــاةِ وَإنَّمَـا
صَوْتُ العَــذابِ مُهَيْمِنٌ وَ رَخِيـمُ
*
إنَّ العرُوبَـــةَ دمْعَـــةٌ لمْ تنْفجِـــرْ
إلاَّ ليَغْـــرَقَ فِي العَـــــرَاءِ نَدِيــمُ
*
مَا زالَ يحْملُنِــي السَّحـــابُ بِقلْبـهِ
وَأرَى بأنِّــــي تَــائِــــهٌ وَ يَتِيــــمُ
*
لهْفِي علَى مَنْ كانَ يغْرسُ وَرْدَةً
ليَطِيرَ فوقَ جنَــاحِهَــا التَّهْدِيـــمُ
*
أطْلــقْ يَديْـكَ و لوْ بِغرْسِ فَسِيلـةٍ
فهِيَ السِّــلاَحُ وَ إنْ غَـزاكَ لَئِيــمُ
*
يَا شعْبنَــا مَـــاذَا أقُـــولُ مُوَدِّعًـــا
أنتَ الزَّعِيـــمُ وَ مَا هُناكَ حَكِيــمُ ؟
محمد الصالح بن يغلة