عامٌ مَضى .. وحَصادُها أيّامي
حُلْمٌ يُراوِدُ صَحْوَتي .. ومَنامي
.
ومَرَرتَ بي يا عامُ لكنْ لَمْ تَزَلْ
في البالِ ألفُ علامَةِ اسْتِفهامِ
.
كَمْ مِنْ سُؤالٍ لا جَوابَ لَهُ, فَمَا
ألْـقـاهُ يَسْتَعصي على الأفـهامِ
.
ومَتى..؟
وكَيفَ..؟
ومَـنْ..؟
وأينَ..؟
، فَإنَّـني
لِجَوابها .. أحتاجُ ألْفَيْ عَامِ !
.
كَمْ أُمْنِياتٍ في الفَضا، أطلَقتُها
فإذا بها قد أُسْقِطَتْ بِسِهامِ
.
كَمْ ذِكرَياتٍ في الهَوى، وَدَّعْتُها
لَمْ تَبْقَ إلّا صُورةٌ .. وأسامِ
.
كَمْ وَردَةٍ بين الحُروفِ زَرَعتُها
ومَعَ الشَّذا، أرسَلْتُ عِطرَ سَلامي
.
كَمْ مِنْ دِيارٍ قد خَلَتْ، وطُلولُها
ظَلَّتْ لِقَلْبِ الصَّبِّ .. دارَ مُقامِ
.
كَمْ مِنْ قَصيدٍ في الضُلوعِ، حَبَسْتُهُ
أخشى على سِرّي مِنَ الأقلامِ
.
كَمْ حَسْرَةٍ .. عَجَزَ البَيانُ أمامها
وَجْهي تَكَلَّمَ .. عِنْدَ عَجْزِ كَلامي
.
كَمْ صاحِبٍ في الناسِ تَحْسَبُهُ أخَاً
فإذا بهِ .. سَهْمَ الخيانةِ رامِ
.
زَمَنٌ .. أرى فيهِ الوُجوهَ تَجَمَّلَتْ
والقُبْحَ أخْفَتْ .. تَحتَ ألْفِ لِثامِ
.
وبَناتُ دَهْري، قد شُغِفْنَ بصُحْبَتي
ما صَدَّ عَنّي قُربَهُنَّ .. خِصامي
.
وكأنني .. مَحبوبُ كُلِّ فَجيعَةٍ
والحُزْنُ باتَ مُتَيَّماً .. بِغَرامي
.
أنا لا أسُبُّ الدَّهْرَ .. كَلّا, بَلْ أنا
أشْكو مَواجِعَ سالِفِ الأعْوامِ
.
أجَريمَتي .. أني نَثَرتُ مَحَبَّتي؟
فَحَصَدْتُ منها اليومَ .. طَعنَ لِئامِ
.
"أمَلي".. 
بهِ كَفُّ الزَّمانِ تَلاعَبَتْ
فَإذا بحرفِ الميمِ .. بَعدَ اللّامِ
.
دَعني لِحالي يا زمانُ فإنني
قد تُبْتُ عن حُلْمي وعن أوْهامي
.
أنا أحمدُ اللهَ الذي مِنْ فَضْلِهِ
بانَتْ نَوايا المُدَّعينَ أمامي
.
أعذارُكُمْ .. إني مَلِلْتُ سَماعَها
كُفُّوا عن التَّضْليلِ .. والإيهامِ
.
لَنْ أفرِشَ الدَّربَ الطَويلَ تَنازُلاً
وأسيرَ فيهِ .. مُنَكَّسَ الأعلامِ
.
أنا ما كَتَبتُ الشِّعرَ .. إلّا مُرغَماً
عَلِّي أُخَفِّفُ وَطأةَ .. الآلامِ
.
بعضُ القصائدِ لا تُقالُ صَراحةً
فالعَينُ تَحكيها .. بغيرِ كَلامِ
.
لَمْ تَبقَ إلّا جَمرةٌ .. في خافِقي
هِيَ مَصْدَرُ الأشْعارِ .. والإلْهامِ
.
يَوْمَ اشْتِعالي بالحَنينِ .. بِدايَتي
والآنَ أرجو اللهَ حُسْنَ خِـتامِ
______________
أحمد محمد شديد