• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!

10 يونيو, 2013 الفقير والغني!

أضف تعليقك

أضف تعليقك

من وجه هذا العالم
المحفور والمنقوش
من كل من عبروا
سراعا الى حيث يعلمون
أو لا يعلمون
من عبث الانسان
من نزغ الشيطان
من الموجود واللاموجود
على خرائط قوافل العير والطائرات
من الفتوحات والاحتلالات
من التاريخ ومن الحاضر
من الحرية البيضاء
والحمراء
من العبودية السمراء
من القصور من المحاجر
من عشق عذري
من عشق لا عذري
من الشمال
من الجنوب
ممن آب أو لايؤوب
من الشرق من الغرب
ممن كره ومن أحب
من الربيع الانساني
من الجفاف الشيطاني
من قلادات الذهب
من أساورمن خشب
من الصعود الى القمر
من البقاء بين الحفر
من الأنثى من الذكر
من مجد يصنعه الحمقى
بقيادة شعب نحو الموت
من صمت سجين ذرف الدمع
فاختنق الصوت وغاب السمع
من شعب يملك طائرة
أو شعب يملك عاهرة
من جيل يعرف أبائه
أو جيل ضيع أشلائه
من صوت الروح بداخلنا
من صوت الريح بخارجنا
من عرس في ليلة جمعة
أو عرس في يوم آخر
من رمية صياد ماهر
من رجفة ريش
من طائر
….من موكب مأفون يدعى
من جفلة مقهور يسعى
من ماء البحر وماء النهر
وماء الطلع وماء الزهر
من ثورة حب أو شك
من ثورة ظلم أو قهر
من موجة صدق في الشطآن
أو موجة كذب من ربان
من غسق شتوي العتمة
أو كسف يصطنع الظلمة
من كل حديث للتجار
أو كل نهيق للفجار
من أروقتي من أشرعتي
من هذياني من عاري
من خيل الصبح إذا غارت
وأحلت بالدار بُوُار
من صبح قد ساء بقوم
بدماء نقعت بغبار
من كل الرائي والمرئي
والساكن قهرا والجاري
فأنا معني بالدمعة
والضحكة في عين الأطفال
أو ليس الدنيا ضحكتهم؟
أوليس الحزن بدمعتهم ؟
فعيون الطفل لها لغة
ولها صوت وبها إجلال
وأنين الطفل يروعني
زلزال يضرب في عمقي
وبكاء الطفل على الشاشات
يمزق مني أشرعتي
فأتوه ببحر من حزن
عربي في كل الشطآن
فلعل الموج له سكن
فتعانق عيني بر أمان
وأمرغ وجهي أو لغتي
برمال البحر الغزية
وأنام قريرا في بغداد
بسواحل دجلة المنسية
وأشم الرمل الى رئتي
من موجة ماء في طرطوس
أو نسمة برد حلبية.
شعر:عادل السرحان

أضف تعليقك

أأهـمـسُ في أذنيكَ , أم أنت تعلم ؟
بأن لـهـيباً في الـحشـا يتضرّمُ ؟

وأن عيونَ الشعر تـهـمـي كئـيبةً
وأن القوافـي مـيمُها تتألّـم ؟

وأنـيَ دبّـجتُ الـمـآسي قصيدةً
مُطَلسَمَةً, والبؤسُ فيها يُترجـم ؟

وحاولـتُ أن أخفي عن الجفن عَبرتي
وحزناً دفيناً في فؤاديَ يَـجْثُـمُ

ولكنّ دمعَ القلب يجري بـمقلتـي
وأظهر ما أُخفي , فكيف سأكتمُ ؟

…كذلك قلبي, حين أبكي من الأسى
فأدمُعُـه فـي وجـنةِ الخدّ ترْسُمُ

وإن الأسى, والحزنَ, والبينَ,والجوى
وهجرَ الكرى,والبؤسَ, للشعر يُلهِمُ

أتعـلم أن الشـعرَ غـاضت بحارُه؟
وأن لسـانـي واجـمٌ يَتـلعثم ؟

فهذي فلسطينُ الـجريـحةُ كُبّلت
بقـيـدٍ تشكّى منه كفٌّ ومعصمُ

وتلك الضحايا جُـثةٌ فوق جُـثّـةٍ
وأعـداؤُنا مـنّـا تُـعَزُّ وتُكْرَم !

علامَ ؟ وقـد قتلوا النساءَ ,وأحرقوا
مساجـدنا, ولـكم بغزةَ أجرموا !

مآذنُـها تـهوي من القصف واللّظى
فهل يا تُرى قد أضرمتها جهنم ؟

فصار سـوادُ الليـل صُبْحاً بضوئها
وصبـحُ اليـتامى والأراملِ مُظلمُ

وهذي هي الأشـلاءُ تصرخُ: إننـي
تبعثرتُ, والأقصـى يُسَرْبِله الدَّمُ

أتدري بأن الـعينَ ناحـت لما أرى ؟
وأرنو إلى الشاشات ,من ثُـم أندم

تفطّر قلبـي حـين شـاهدتُ طفلة
رماها رصاصُ الغدر, والثغر يبسِم

وثكلى يهدهـدها الفراقُ, فترتـمي
وأطفالُـهـا قبل الشـهادة يُتِّموا

وتلك السبايا تستغيث, وصوتُـهـا
تلاشـى بـأُذْن الصُّمِّ, والصُّمُّ نُوَّمُ

كأنـي بـمعتصمٍ تـحفَّز في الثرى
يلبـي الندا ,والله بالـحال أعـلمُ

كأنـي بسيف الله يـبكي بـحرقةٍ
وصـار عـلى عهـدٍ مضى يترحَّمُ

ومعركةُ الـيرموك كادت لغيـظها
تَـمَيَّزُ ,فـالإسـلامُ يبكيه مسلمُ

وقالت: أفيقوا من سُباتٍ وغفـلـةٍ
وإياكـم فـي الحرب أن تستسلموا

..أرى الـمسجد الأقصى يئِنُّ لما به
وقـام خـطيباً في الورى يتكلّم :

لماذا أرى رأس الـعـروبة مُـطرِقاً
وعينيَ تـرنو للهـوان, فـتسأَمُ ؟

تـجـرَّع بعضُ العرب بَحـرَ مَذلة
ومنهم أنـاسٌ سـادرون ونُـوَّمُ

ومنهم جـهاراً نافـقوا وتـآمـروا
وخانُوا, وأسوارَ الأمانةِ حطَّمُـوا

أُعَـلّمُهُمْ أنّ الـوفـاءَ فضـيلـةٌ
ولكنْ, نتـنـيـاهو لديهمْ معلِّمُ

فعذراً رسـولَ الله! مسراك دنّسـوا
وشِرْذِمَةُ الأوغادِ في القدس خيّموا

وعذراً نبـيَّ الله عـيسى بنَ مـريمٍ
ففي مـهدك اليومَ اليهودُ تحكّموا

وعفواً صلاحَ الدين مني , فبـعضُنا
غدا اليـومَ عـن حِطّينِنا يستفهم ؟

فيا عُرْبُ : هل أنتم خلائفُ خالدٍ ؟
ويا قومِ : هل أحـفادُ حيدرَ أنتمُ ؟

..ولكـن لـي أمـلاً بأن خـيولنا
سترقى الثـريا , في سـماها تُحَوِّمُ

فبالصدر منا ألـفُ بركـانِ عـزةٍ
نفـجّـرها بـرقـاً,ورعداً يُزمزِمُ

وبالعزم والإيـمان تشرق شـمسُنا
ويبزُغ فجرُ النصر, والليلُ يُـحرِمُ

سنبنـي جـبالَ المجد, والنّجمُ أُسّها
وما يُبْتنى فـوق السُّـهـا لا يُهدَّمُ

أرى جبروتَ الـمعـتدين سينحني
أمـام رضـيعٍ يرتوي مـن دماهُمُ

أمام صغـيرٍ , كـفُّه تُرهـب العدا
فبُورك ذاك الكفُّ , ولْيَحْيَ مِعْصمُ

صغيرٌ, وأحـجـارٌ أمـام جيوشهم
وأحجـارُه دوَّت , وليس لـها فمُ

حلالٌ له رفعُ الـجـبين مدى المدى
ولكنْ على الأعداء هذا مُـحَـرَّم

وما تلك أحـلامٌ تجول بـخاطري
وليس خـيـالاً , أو أنـا أتـوهّم

…أتدري بأن النصـرَ آتٍ وقدسُنا
ستـصـدَحُ أطـيارٌ بـها وتُنَغِّمُ ؟

وأنـي بـها صـبٌّ مشوقٌ ومُغرمٌ
وعند منامي, فـي سنا القدسِ أحلُمُ

أعانق طيـفَ القدسِ فـي كل ليلة
كما عـانـق البيتَ الحرامَ الـمُتيَّم

وأدعو إلـهي أن أمـوتَ بـأرضها
شهيداً ,ومنـهـا فـي الجنان أُنعَّم

شعر : مصطفى قاسم عباس

أضف تعليقك

قبل بزوغ فجر الخامس من حزيران عام 1967 م، كانت أسراب الطائرات " الاسرائيلية " تنطلق محاذية لسطح البحر، صوب القواعد الجوية العسكرية المصرية، لتنجز مهمة تحطيم الطيران المصري وهو رابض بلا حراك، من أجل انجاز مهمة حسم المعركة مع العرب, والحاق الهزيمة بهم قبل أن تبدأ المعركة وفقاً لخطة محكمة رسمت خطوطها من سنوات.
هزيمة (1967 م) سطرت صفحة سوداء في سجل العرب الحديث تفوح منها رائحة الخيانة والعمالة، الممزوجة بالعجز والظلم ,والتخلف وسوء الادارة، والقمع والاستبداد، والمؤطرة بالتنظير والشعارات الكبيرة الخالية من أي مضمون حقيقي, سوى تعمد الاستغفال الجريء للشعوب المكوبة والمخدرة تحت وقع خطابات النضال الطويلة , والجعجعة عبر الاثير, ومن خلال الاذاعات والشاشات، التي تدغدغ العواطف ,وتستجدي تصفيق الجماهير المخدوعة والمضللة من المحيط إلى الخليج..
لم نستفق من هول الهزيمة ,وذهول الإنكسار بعد!، رغم كل ما قيل وما كتب وما نشر من وثائق وأسرار وحقائق حول مجريات الحرب الصورية وخباياها، بدليل أن أبطال الهزيمة ما زالوا يشرفون على توجيه دفّة المرحلة ؛أنظمة وقادة وشخصيات وفكراً وثقافة وورثة!!
فبدلاً من الاعتراف بالمسؤولية عن هذه الهزيمة المروّعة، وبدلاً من محاكمة المقصرين والعاجزين والمتآمرين، فقد تم العكس تماماً، فقد جاءت قوافل الإعلاميين المرتزقة لهذه الأنظمة لتقود حملة استغفال ناجحة، ورسمت استراتيجية إعلامية تقوم بجوهرها على أن الحرب كانت تستهدف الأنظمة العربية التقدمية، وكانت تستهدف المشروع النهضوي العربي الذي تقوده، وكانت تهدف إلى النيل من الزعامات الخارقة التي كانت تشكل خطراً على المشروع الصهيوني الامبريالي الأمريكي، ولكنها فشلت في تحقيق أهدافها ولم تستطع إسقاط زعيم تقدمي عربي واحد!!
بمعنى آخر وبناءً على هذه المقولة، فإن هزيمة (67) لم تكن هزيمة للعرب على وجه الحقيقة والدقة، بل هي هزيمة قاسية "لإسرائيل"! بدليل بقاء الأنظمة والزعامات العربية التقدمية على عروشها ,وبقيت تقود المرحلة بالكفاءة نفسها والمنهجية نفسها ولله الحمد والمنّة!!
لم يغب (أحمد سعيد) و(هيكل) عن الفضاء الإعلامي العربي ,بل خلّفوا لنا جيشاً من تلامذتهم الإعلاميين والصحافيين والكتاب الذين أدركوا أهمية الإعلام وسحره وتأثيره العميق على الجماهير وفي صياغة الرأي العام وفي قلب الحقائق، وفي ضمان سير المعركة مع العدو ضمن إطار القتال الورقي، والممانعة اللفظية، التي تحفظ الحدود بكفاءة ولا تحول دون تطور الكيان الصهيوني سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.!!
ما زالت المشاهد تكرر نفسها، لتذكرنا جميعاً بدروس (67)، فهذه أسراب الطائرات العسكرية الصهيونية تقوم بالمهمة نفسها ودائماً قبيل الفجر، فقد دمرت المفاعل النووي العراقي عام 1982م، والصواريخ السورية في البقاع، والمفاعل النووي السوري، ومركز البحث العلمي قرب دمشق، ودائماً تكمل المهمة وتعود إلى قواعدها بسلام منذ ستة وأربعين عاماً، ولم يتم إسقاط طائرة واحدة، بل لم يتم التصدي لها ولو بطلقة واحدة مضادة، حتى لا يتم تعكير صفو الممانعة والحق بالرد في المكان والزمان المناسبين!!
المشكلة لدينا ليست بقلة الذكاء والنباهة، ولا بقلة الوعي ونقص الإدراك، ولا بفقدان القدرة وضعف الهمة، ولكن المصيبة تتخلص "بفقدان الحياء" وصدق من قال: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".!!
فالهزائم تصنع بلا حياء، ويكرس التخلف والعجز بلا حياء، وتبدد المقدرات بلا حياء، ويضيّع العباد بلا حياء، وتمارس كل أنواع الرذائل بلا حياء، ويتم قلب الحقائق بلا حياء، وتقتل الشعوب وتدمر الأوطان بلا حياء، ويكذب الزعماء بلا حياء…
عندما ينعدم الحياء تفسد الحياة، وتصبح بلا معنى، وسوف نبقى عرضة للهزائم والنكبات العديدة والمتكررة، وسوف نبقى نتجرع مرارة الحقائق المقلوبة والمعايير المقلوبة والنكسة المقلوبة والانتصارات المقلوبة.
  بقلم:ارحيل غرايبة

7 يونيو, 2013 في ذكرى النكسة

أضف تعليقك

ان مشوار القضية الفلسطينية عسيرٌ جداً ،متخمٌ بالمنعطفات و الدماء ،وافر العطاء بالاشلاء والشهداء ،خمسةٌ وستون عاما أو تزيد كلَّتْ فيها الأقدام من الترحال ففي كل يوم مذبحة و مهجر .
و الشعب الفلسطيني يحكي اليوم رحلة الشتات التي قطعها عبر البيادر و البوادي و أحزمة الخيام المهترئة من كثرة الترحال بحثاً عن ملجأ أو منجى …
أعوامٌ مضت و أعوام ستمضي على عشرات بل مئات المآسي… و أسوأ النكبات و الفضائح ، وليس من سلاحٍ سوى الاحتفال بالذكريات التي تناستها الأذهان الجامدة، وفقدت الإحساس بها ألوف القلوب المتحجرة.
نسينا مآسي صبرا و شاتيلا و بيروت و طرابلس ،كما نسينا من قبل مآسي دير ياسين و حيفا و يافا وعكا و فلسطين كلها ليظهر من بيننا من ينادي بضرورة الرجوع إلى الطرق السلمية في الحل ، و الكل يعلم انه ليس من دم يهودي قد أريق و لا من أرواح يهودية قد أزهقت ،و لكنها الدماء المسلمة هي التي غطت أرض فلسطين و لينان و سيناء والجولان.

يا أمةً لخصومٍ ضدها احتكمت
كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حكما

بالمدفع استشهدي إنْ كنتِ ناطقةً
أو رُمتِ أن تُسمعي من يشتكي الصمما

سلي الحوادثَ والتاؤيخ هل عرفا
حقاً ورأيا بغير القوة احتُرما

لا تطلبي من يد الطاغوت مرحمةً
ضعي على هامة جبارةٍ قدما

أضف تعليقك

شهوةُ القتلِ لقتلي تدفعُهْ…..ما تمنّى… بعد حينٍ يبلَعُهْ

نفخَ الثعبانُ أنفاسَ الردى….وفحيحا دونه لا أسمعُهْ

خدّرَ الخوفُ حراكي فبدا ….مثقلا صمتا بقتل يُفزعُهْ

كيف لي منه التحدي خائفا….وجناحِيْ مثبطٌ لا أرفعُه؟!

وأنا الناظر فيما لا أرى …..غير حتفي وهلاكا يُبدعُهْ

كل هذا العنف قد أعددته…….لصغيرٍ يا عدوي تجمعُهْ

لم يزل غضّا طريا عاجزا…..ما اكتستْ يا وحشُ لحما أضلعُهْ

ليس يغني عنك من جوعٍ ولا……شبق الإجرامِ. طيرٌ ينفعُهْ

لو بوسعِ الدمعِ عنّي صدَه….. قبلَ أنْ يرتدَّ طرفي أمنَعُهْ

بين فكيه ضحايا شُيِّعتْ…….والذي يعبرُ ..مَنْ ذا يُرجِعُهْ؟

عالمي : قانون غابٍ سنّهُ ……مجرمٌ يخدع بعضا يخدعُهْ

لن يطول البطشُ يا وحشُ بنا …..كلّ ذي نابٍ ..سيأتي مصرعُهْ

شعر:أشرف حشيش

5 يونيو, 2013 حُداء الغربة

أضف تعليقك

إلى كل من تجرع كأس الغربة وإلى أحبابي الشعراء والأدباء أهديكم قصيدتي(حـُـدَاءُ الــغُـرْبَـةِ).

هل يسمعُ اللـيلُ ـ يـا أحبابُ ـ نجوانا ؟

لكـي نـحـدثـه ســــرّاً بـما كانا

لكي نُحمّـلـه أشــواقَ غُــربـتنـا

حتـى يُشـاركـنا دمـــعاً وأحــزانا

أنشتكي ـ يـا تُرى ـ للـدهر حـالتنـا

آهٍ لدهر مضى فـي الــوصــل نشوانا !

يكفكف الدمـعَ نـجمٌ بـات يـرقُبـنـا

بـالله يا نـجمُ مــن أنبـاك شكوانا ؟!

غدا مدادي دماً يـجـري بقـافـيتــي

وانساب فـــي السِّفر ياقـوتاً ومرجانا


نظـمـتُ شعـريَ آهـاتٍ أردّدُهـــا

وكم نظمــــتُ الأسى بحـراً وأوزانا !

أنى لـمـثـليَ ـ والأقـلامُ عـاجـزةٌ

عن مدحـــكم ـ أن يصيرَ اليوم حسانا


يا جيـرةً عشـت فـي أكنـافهم زمنـاً

والشملُ مــؤتلِـفٌ , والحـبُّ يغشانا

إني على الـعـهـد , ما ضيّعتُ ودَّكُـمُ

لكنْ سقتنـي كــؤوسُ الـبين حِرمانا

فما خلوتُ بنفـسي كـي أسـامـرَهـا

إلا تـفـجَّـــر دمـعُ الشوق بُركانا

وما تنفّـس صـبـحٌ أو سـجى غَسـقٌ

إلا تـذكـــرتُ أحـبـابـاً وخُلانا

وما حدا الـشوقُ فـي ظعْـنٍ يُـودّعُني

إلا وقلبــي همـى بيـناً وهجــرانا

شتّـانَ بيـن الـذي تبكـي مـحاجرُه

وبيـن قـلـبٍ بـكـى شتّـان شتانا

سلوا نسيماً سـرى مـن قـرب ربعكُمُ

حـمَّلتُـهُ لـوعـتـي , فـارتدّ ولهانا


أرسلتُ روحـي دليلاً عن مـدى شغَفِي

فهـل تريـدون بـعد الـروح بُرهانا ؟!

سلوا نـحـولـي , ورقّـوا يـا أحـبتنا

متـى سـتـبـتسم الــــدنيا للقيانا ؟


أنا الـمـتيّـم , ذي العَـبْراتُ تشـهدُ لي

أنا الـذي ذاق طعـمَ الـبعــــد ألوانا

عواذلـي قـد بكَـوْنـي , يـا لَـرِقّتِهِمْ !

حالي تُـحيـل العدا فــي اللطف غزلانا


أماتـنـا هـجرُ مـن نـهوى وأفـنـانا

لكنْ تذكُّرُهُم ـ يا صـــاحِ ـ أحيانا

كـم ارتويـنـا سـراباً زاد غُـلَّـتـنـا

هل ظـامِئٌ من ســـرابٍ عاد ريّانا ؟!

نُمسي كمَنْ يـمـتطي فُلْـكـاً بلا سَفَنٍ


فـصـارت الـريحُ والأمــواج رُبّـانا

كذاك بـحـرُ الـهوى ,كم زادنا عجباً !

لـمّـا حـوى لُـجُّـهُ مـاءً ونيـرانا

نـمـضـي بـذا اليمّ , والأقـدارُ تدفعنا


ولا نـلاقـي لهـذا البحـر شُــطـآنا

إنـي أنا الصـبُّ فيكم , فارحـموا أَرَقي

ووابـلاً قـد جـرى فـي الخدِّ هَــتّانا

ومقـلةً ثـكـلتْ مـن يـوم فُرقتـكم

ما أغـمـضـتْ منذ ذاك اليوم أجفـانا


نسيتُ فـي غُربتـي طـيفـاً وأخيلِـةً

كـانـت تُـسـامـرني للصُّبح أحيانا

وكـم تـربعتِ الأطـلالُ جـاثِـمَـةً


فـي لـبِّ فـكري زَرافاتٍ ووُحدانا

…وبعدها قد نسيت الطـيف وانـدثرت

رسـومُ أطـلاله , وازددتُ نسـيـانا

لكـنّ طيـفَـكُمُ مـا غاب عن خَلَدي


بـل زاد قلبـي لـكم شـوقاً وتَحنانا

فـي غُربتـي كلـما عاينـتُ أيَّ ثرىً

أو أيَّ دَوحٍ حــوى طيــراً وأفنانا

فإننـي لا أرى فـيـمـا أشـاهـدُهُ

إلا ديــاراً لأحـبـابـي وأوطـانـا


كم من ليالٍ مضـت , والـناسُ في دَعَةٍ

يبـادلـون الـكـرى فُـلّا وريـحانا

ويـمـتطـون الدّجى للحُلْمِ أحـصنةً

وينـشـدون السُّـهـا حُبّـاً ووجدانا


سَموا بأحـلامهم من غيـر أجنـحـةٍ

فـي روضةٍ طـيرُهـا يُشجـيـك ألحانا

لكنَّ ليـلي مـعـــانـاةٌ أكـابـدُها

كم ملنـي السُّـهْدُ , أمضي الليل وسنانا


أناشد الفجرَ: أقبـــل كـي تـواسيَني

عَلِّي أرى بـبزوغ الـضـوءِ سُـلـوانا

…يا حسرتاه! أطلّ الــفجرُ وانطمسـت

تلـك النـجـومُ …ففاض القلبُ أشجانا


ما كان ظنــي بـأن الشـوقَ يـقتلنـي

فأغـلبُ الـظـن أن الـبـؤسَ يغـشانا

حتى تجرّعتُ كــأسَ البعدِ فـي غَصَصٍ

..فصارتِ الروحُ لي فـي القـبر أكـفانا


أقول , ولتسمــع الــدنيا بأجـمعها

فسرُّنا صـار بـعــد الـيـوم إعلانا :

شَغَاف قلبــي لـكـم ملـكٌ أحبَّتنا

خـذوا فـؤاداً كواه الـشـوقُ نيـرانا


ما أطيبَ العــيشَ إن كنـتم بـجانبنا !

وإن نأَيْتــم فلـن نـهنـا بـدنيانـا

فكلُّ وقــتٍ مضـى من غيرِ رؤْيتكـم

ما كـان من عمرنا , واللهِ مـا كـانـا

شعر : مصطفى قاسم عباس

أضف تعليقك

ـ كثيرةٌ هي المواهبُ التي لم تُكتب لها الحياةُ , وذلك لأنها دُفنت في رمال اللامبالاةِ , وغُيِّبَتْ في غياهبِ الإهمال , أو دُسَّ بها في تراب السخرية والتهكّم , وهي لا تزال وليدةَ الفكر والَحِجى , ورضيعةً في مهد الإبداع .
ـ لماذا نقتل الموهبةَ عند كثيرٍ من الصِّغار الذين خُلقوا وخلقت معهم مواهبُهم ؟!, ولماذا لا ننمّي تلكَ الموهبةَ , ونسقي غراسَها من زُلال تجاربنا , ومن فرات تشجيعنا , و ومن مَعين اهتمامنا حتى تُصبح نخلةً باسقةً لها طلعٌ نضيدٌ ؟
ـ كان حرِيّاً بكثيرٍ من الفاشلين أن يكون لهم في الحياةِ وبعد الممات شأنٌ يُذكر , وقيمةٌ كالقمّة في هام المجد, وخلودٌ عابقٌ بالشذا على مرّ الدهور , لكنّهم فشلوا , ولم يُكتب لهم النجاحُ !. أتدرون لماذا ؟! لأنَّ مواهبَهم وُئِدت وهي حيةٌ , ولم يجدوا لم نصيراً ولا مُعيناً , بل هدَّم كثيرٌ ممن حولهم صرحَ الموهبة العامرَ في نفوسهم, وجعلوه فُتاتا تذرُوه الرياح , ولو أن أحداً ممن كان حولهم أيامَ الطفولة انتشل تلكَ المواهبَ من براثن المنتقدين بسخافة لما كتب لتلك المواهب أن تموتَ , ولكنْ على العكس , إنهم قد ساعدوا في حفر الحفرة , وفي رد التراب ,…
ـ الموهبةُ ما هي إلا هبةٌ من الله , وهبةُ الله غير هبة البشر, لأن هبة البشر غالبا ما تكون ماديةً غيرَ قابلة للنّماء , ومصيرُها إلى الزوال بعد حينٍ يسير…أما هبة الله فمعنويةٌ , تنمو مع صاحبها , وتبقى ملازمةً له ما دام فيه قلبٌ ينبض , وعين تطرف , والله يهَبُ المواهبَ لمن يشاء…
ـ كم من صاحبٍ كان معنا في مقعد الدراسة , وله من المواهب ما اللهُ به عليم , لكنه فشل في نهاية المطاف , فتأملنا في فشله , فرأينا أن الأسباب قد تكون :
إما لعدم اهتمام الأهل به , وإما لتعرفه على ثلة من أصدقاء السوء الفاشلين , أو لأن بعض الْمُدَرسين كانوا ينعتونه بالفشل دوماً , فأثّر ذلك في شخصيته , وَوُئدت مواهبُهُ وهي ـ كما أسلفنا ـ لا تزال في بداية الحياة…
ـ هناك ارتباطٌ وثيق بين علو الهمة وبين الموهبة , فالمواهب التي لا تُحفزها همةٌ عالية , و لا تسمو بها نفسٌ توّاقة للمجد والخلود, ولا يشدها إلى العلياء طموحٌ وثّاب , تَسَّاقطُ من صاحبها رويداً رويداً كما تسَّاقطُ أوراق الشجرة في الخريف.. لتصبح فيما بعد عاريةً متجمدةً في صقيع الشتاء…
ـ المواهب تحتاج إلى تقويم وإرشادٍ , وإلا فإنها ستهوي بصاحبها في مهاوي الضلال , وتلقي به في مستنقع الرذائل , وستتركه بلا فُلك في بحار الانحراف وغياهب الضياع…فالمتأمل في الحياة يرى أن اللصَّ صاحبُ موهبة , لأنه يخطط ويبدع في تخطيطه قبل السرقة , ولكنه لم يحسن استخدامَ تلك الموهبة , وكذلك فإن الماكرَ المخادعَ صاحبُ موهبة , لأنه لم يخدع إلا بعد إعمال الفكر, وبمساعدةٍ من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء , فهو صاحب دهاء وذكاء , لأنه فكَّر وقدَّر , ولكنه استخدم مكره وذكاءَه في الضلال, وأعملَ فكره فـي الخداع , فقُتل كيف قدّر , ثم قُتل كيف قدر !…
… ليت شعري ! ألا ترى معي أيضاً ـ أيها القارئ الكريم ـ أن النفاق أيضاً موهبة ! لأن النفاق والمراوغةَ فنٌّ يتقنه في زماننا كثيرٌ من الناس , وهذا الفن موهبةٌ , ولكن صاحبَها لم يحسن استخدامها, بل إن فنّ النفاق لا يحسنه إلا المنافقون الكاذبون لأن الصادق لا يكون ذا وجهين , وذو الوجهين ـ كما تعلمُ ـ لا يكون عند الله وجيهاً…وعلينا أن نقيس الأمورَ على ذلك , فكل واحد منها قد وهبه الله الكثيرَ من الهباتِ , وأسدل عليه الكثيرَ من النعم , ولكنْ , كلُّ موهبة لم يحسن صاحبُها استخدامها تتحول من نعمة إلى نقمة , ومن منحَة إلى محنة , ومن عطاء إلى منع , ومن هدىً مشرقٍ إلى ضلال مبينٍ .

بقلم : مصطفى قاسم عباس

أضف تعليقك

كنتُ بجانب أحد أصدقائي في سفر , ورن هاتفي الجوال , ثم رن هاتفُهُ, ففال لي : هل تستطيع أن تُدخلَ الجوالَ في الشعر العربي المعاصر لنجمع بين القديم والحديث … فتبسمتُ وقلت : نعم , وبعد عشر دقائقَ أو أكثر , قرأت له هذه القصيدة على سبيل المداعبة الشعرية :

يـذوبُ قـلبـي إذا مـا رنَّ جوالـي ** فكلُّ مـتّصـل عـندي هـو الغالي
أراه في كل حُسْنٍ جال فـي نـظـري ** وطيفُهُ لحظةً مـا غـاب عـن بالي
… كم اتصـلتُ به مـن غـير تغطـيةٍ ! ** وكم تُـهاتِفُهُ الأشـواقُ في الحال !
فالوجد متّصـل فـي سِـمْطـهِ دُرَرَاً ** فكـيف يـنـثُرُهُ بركانُ زلزالي ؟ !

حَمَّلتُ ريح الصَّبَا الأشواقَ فـي صَفَرٍ ** أتى الجواب : مضَوا من شهر شـوّال
فهام قلبـي جوىً يـجري بأوردتـي ** وقد غرقتُ بدمعٍ ـ سحَّ ـ هَطّـالِ!
أُمضي حياتـي أسىً مذ غاب هودجُهُم ** لا بارك الله فـي ظعْـن وجـمّـال
لا تعـجـبوا إن رأيتم قلـبَ قافيتـي ** يهمي , وتَبكيه حُـسّادي وعُـذالي
وإن أردتـم كـلامـاً حِبــرهُ لهبٌ ** فذي حروفي كواها الوجـدُ , أمثـالي

ما ذقتُ طعم الكرى من يوم فـرقتهم ** بل قام شعـريَ يـرثي بؤسَ أحـوالي
عودتموني على التَّرحـالِ , أطلبُـكُمْ ** فهل بــيومِ اللـقا يرتـاحُ تَرحالي ؟
ساءلتُ عنكم نجوم اللـيل , وا أسفي ! ** يا من فُـديتـم بآبائـي وأخوالـي ؟
وأيَّ ركبٍ أرى فـي الدرب أسألُه : ** هل مرَّ فـي الـبِيدِ أقمارٌ كتِمـثال ؟
لـهفي ! رحلتُم وقلبي باتَ يتبعُكُـم ** ..وكم وقفـتُ ضُحىً أرنو لأطـلالِ !
…هنا جلسنا , هنا كانت أزاهرنـا ** عنـد الشّـتـاء تُواري ثوبَـهَا البالي
كنا صغاراً, وكان الطهرُ يـجمعنـا ** نـرنـو لـمسـتقبلٍ يأتـي بـآمالِ
وكم بَكيْنا مع القُمْريِّ في غَـصَصٍ ! ** لكنّ خاطرَنا ـ رغمَ الأسى ـ خـالِ
لا يـمكثُ الـهمُّ في أكـبادنا أبداً ** ولا نبـالـي لأزمــانٍ وآجــالِ
حتـى كبرنا , ويَـمُّ الـهمِّ أغرقَنا ** يا صاح : من كبروا ليـسوا كأطفـالِ

مصطفى قاسم عباس

أضف تعليقك

كشمسٍ خلف تلك القمّةِ الشَّمَّاءِ تَحتجِبُ
سنونَ العمرِ قد ذهبتْ
وأبقتْ في مُخيِّلتِي
طيوفاً من مرارتها بكَتْ في جَفْنِيَ الْهُدُبُ
أتذكُرُ يومَ أنْ كُنا
على الأبواب نرتَقِبُ ؟!
نرى ظِلاً على الدربِ
ولهفتُنا تزيدُ.. تزيدُ… لَمَّا كنتَ تقتربُ
لأنكَ سوفَ تحملنا على كتفيكَ في حُبِّ
على عينيك والقلْبِ
وكنتُ أظنُّ يا أبتي
بأنّي حين تحملُني تناجيني نجومُ الليل والشُّهُبُ
…لقد كُنا نرى ظِلاً
فلم نكُ مرَّة نرنو
لوجهك في النهار ضُحىً
ولا ظهراً ولا عصرا
ولا عند المغيب مسا
فإنك دائماً تَمضي
إلى عملٍ معَ الفجْرِ
تُقَبّلُنا , تُودِّعُنا , , ودمعةُ أُمِّنا تجري
وأنك كنتَ في حَلَكِ الدُّجى تأتي
تُطِلُّ كطلعةِ البدْرِ
وفي عينيك نَوْحُ أسى
…وجسمكَ هَدَّهُ التَّعَبُ
ويبسِم ثغرُكَ الوضّاءُ في شغفٍ
وتضحكُ كي تُخبِّئَ عن صغارِك كل آلامٍ تُعانيها
ولكنْ , كنتُ من صِغري
أرى الآلام تبدو من ثنايا البسمة الْحُبلى بآهاتٍ وأشجانِ
وأنَّاتٍ وأحزانِ
فمهما كنتَ ـ يا أبتي ـ تُواريها
بنورِ جبينكَ الأسنى
وبسمةِ وجهكَ الأسمى
وثغرُك باسماً يبدو
وبلبلُ دَوحِهِ يشدُو
فكنتُ أرى ضلوعَ الصَّدْرِ تلتَهِبُ
ومقلةَ عينِكَ الوسْنى
تُكَفْكِفُ عبرةً حَرَّى
وتنفثُ زفرةً أُخرى
ومنكَ القلبُ ينتحِبُ
…ومَرَّ العُمْرُ طيفَ كَرى
كَبَرْقٍ في الظّلام سَرى
وأنت اليومَ قد جاوزتَ سِتّيناً من العُمْرِ
مضَتْ.. لكنها كانت كحمْل الدَّيْنِ والصَّخْرِ
…وتبقى أنتَ نبراساً لنا أبتي
تُنِيْر حَوالكَ الدَّهْرِ
تُعلّمنا وتُرشدنا
بعلمٍ منكَ لا تأتي به الكُتُبُ
وكنتَ تقول : أولادي
مع التَّقْوى
مع الإيمانِ بالقَدَرِ
يعيشُ المرءُ في الدنيا بلا ضنْكْ ولا قهْرِ
وحُبُّكَ كان يُمطرنا بتحنانٍ
مدى الأيّام لا تأتي به السُّحُبُ
نظمتُ قصيدةً لأبي
بدمعِ الحب والإخلاص والياقوتِ والذهبِ
ومِنْ عَرَقٍ لِجَبْهتِهِ
أخذتُ مِدادَ قافيتي
مداداً مُثقَلاً بالْهمّ والآلام والنَّصَبِ
نظمتُ قصيدةً لأبي
ببحرٍ سوف أملؤُهُ
بمهجة قلبيَ الْمُضنى
بأوردتي
قوافيها هي الشُّهُبُ
وذي كلماتِيَ الخجلى
تقول اليوم: يا أبتي
تلاشى ذلك التَّعَبُ
تلاشى ذلكَ التَّعَبُ

شعر : مصطفى قاسم عباس