كم طالَ ليلُكِ يا دمشقُ

وبردُهُ

كمْ أَثقلَتْ يدَكِ السلاسِلُ والقيودْ

أَعَروسةُ الأحلام ترسفُ بالحديدْ ؟

وهِيَ التي ما حُلِّيَتْ

إلا لِيُخْطَبَ وُدُّها

ما بالُ عينَيْكِ التي ما كُحِّلَتْ

إلا لِيُشْهَدَ سحرُها

قد طال ليلُ سُهادِها

والقهرُ في زمَنِ العبيدْ

لكنَّ ذاك النورَ من خلف الروابي

يحملُ الأملَ الجديدْ

شمسٌ أطَلَّتْ من سُبات اللَّيلِ

تمحَقُهُ

وعلى جدائِلِها الورودْ

ونسائمُ البشرى

يَهُبُّ أريجُها

تنسابُ من بَردى ومن صَفْصافِهِ

عَبَقاً

مُعَطَّرَةً بأنفاسِ الشهيدْ

والمسجدُ الأمَويُّ يرنو ضاحكاً

يسترجعُ العهدَ المجيدْ

وبني أميَّةَ والوليدْ

وعلى منارتهِ الحمامُ مُرَنِّماً

لحنَ الخلودْ

جَذْلانَ يَحشُدُ سِرْبَهُ

ورِكابَهُ

يستقبلُ الفجرَ الجديدْ

***************
عبد الحليم عبد الحليم