1 ـ قالــوا : عـــلامة إذنه التيسيرُ … فمتى إلى شام الجهــــاد نسيرُ .

2 ـ كم طال عن أرض الجهاد غيابنا … والبعض يحسب أنه معـذورُ .

3 ـ عبثاً نقلب في البــدائل فكرنا … فيعود منها الطرف وهو حسيرُ .

4 ـ عشنا نخـــــــادع بالقعــــود نفوسنا … ونظـــــنُّ أنَّا مــا لنا تأثيرُ .

5 ـ ولربما استغنى الجهــــاد بغيرنا … لكنَّ عيش القـــاعدين مريرُ .

6 ـ تبكي نساء الشام موتَ ضميرنا … نُحر العفافُ وليس ثمَّ مُجيرُ .

7 ـ أطفــالهم ذُبحوا بلا ذنب سوى … أنَّ المجـــــازرَ ما لها تبريرُ .

8 ـ تشتاق نفسي للممات شهــادةً … فالجــرح مسكٌ والدمــاء عبيرُ .

9 ـ أسعى إلى لقيـــاه أستبقُ الخطى … وأكـــادُ من شوقي إليه أطيرُ .

10 ـ ألقى الأحبة في المساء وبكرة … والروح في أعلى الجنان تطيرُ .

11 ـ أرواحنا في جوف طيرٍ أخضرٍ … بالقرب من عرش الإلــه تدورُ .

12 ـ ويضمني قبري بكل حفـــاوةٍ … كالأم آبَ صغـــــيرُها المذعــورُ .

13 ـ وأُجـارُ من فزع القبور وهولها … ويزول عني الحزن والتفكيرُ .

14 ـ تغـــدو عليَّ من الجنان نسائمٌ … وأرى نعيمــــــــاً ما له تقديرُ .

15 ـ والعيشُ في كنف الإله جزاؤنا … نعم الجزا والرزق ثمَّ وفــيرُ .

16 ـ ومزيدُ إكـــرامٍ ننالُ شفــاعــةً … في أهلنـــــا حتى يتــمَّ سرورُ .

17 ـ عيشٌ هنيئٌ والمــــلائك حولنا … تلقي التحيـةَ والشهيدُ أمـــيرُ .

18 ـ وأُخاطب الرحمنَ دون مترجم … والقول ـ من فيض الجلال ـ عسيرُ .

19 ـ يا رب أرجعني لأُقتـــل ثانياً … فالعمـــر في تلك الحيــــاة قصيرُ .

20 ـ فيجيبني : إنّ الرجـــوعَ محرمٌ … أمراً قضيتُ ومـــا له تغيــــيرُ .

21 ـ فاهنأ بأنـــواع النعيم مخلداً … تسعى عليك بما اشتهيت الحـــورُ .

22 ـ وأجـــلُّ من كـــل النعيم نعيمنا … يـــوم المزيد وأمـــــره مشهورُ .

23 ـ فهلمَّ يا من لا تطيــق فراقنـــا … فالمهر سهــلٌ والوصــول يسيرُ .

24 ـ يا من تنافس في حطام زائل … فيم التنافس والحطــام حقيرُ ؟ ! .

25 ـ مالي أراك أسير أغــــلال الهوى … حتى متى تحيـــا وأنت أسيرُ .

26 ـ أوما مللت من المعـــاصي كلها … وأتاك منهــــا الهم والتكــديرُ .

27 ـ ظهر المشيبُ بعارضيك وإنه … بدنُوِّ توديــــع الحيـــــــــاة نذيرُ .

28 ـ قد ندَّعي طلب الشهـــادة مغنماً … فإذا عــــلا صوتُ القتالِ نحورُ .

29 ـ ما كلُّ من حملَ السلاح مجـــاهدٌ … فالأدعيــــاءُ الكـــاذبون كثيرُ .

30 ـ ولربما بلغ الشهـــــادةَ من قضى … بفراشه ما ضــــــرَّه التأخيرُ .

31 ـ ولربما ضــــــــنَّ الغنيُّ بمـــاله … ولربما بذلَ الدمــــــاءَ فقـــيرُ .

32 ـ قد يدرك الأعمى دقـــــائق أمــره …ويضلُّ عن سبل النجـاة بصيرُ .

33 ـ أو يفهم المغــزى وليس بعــــالم … وتغيبُ عن فهم الفقيه أمـــورُ .

34 ـ والله أعلـــم بالقلــــوب وسرهـا … فهو المهيمــنُ بالعبـــاد خبيرُ .

35 ـ ليس الجهـــــاد ُ مقرباً آجـــالنا … كـــــــلا ولا في تركــــه تعميرُ .

شعر:محمد العطار