يَا نَاشِدَ العَدْلِ! إنّ العدْلَ قدْ دَرَجَا
وَلَمْ يَعُدْ نَهْجُهُ فِي النّاسِ مُنْتَهَجَا
إِنّا لَفِي زَمَنٍ بِالظُّلْمِ مُفْتخِرٍ
مَنْ حادَ عَنْهُ غَدَا لِلذُّل مُنْعَرَجَا
ما قُلْتُ تَشْهَرُ سَيْفَ الظُّلْمِ مُبْتَدِئًا
لَكِنَّهُ مَسْلَكٌ مَنْ سارَ فِيهِ نَجَا
تحْيا مُهَابًا إذا ما كُنْتَ مُرْتَوِيًا
مِنْ مَنْهلٍ بِدِمَا الْهَلْكَى قَدِ امْتَزَجَا
الْفَأْرُ مَهْما ذَكَتْ أَحْشاؤُهَا سَغَبًا
إذَا رَأَتْ قِطَّةً فِي الْبَيْتِ لَنْ تَلِجَا
وَمَنْ يَكُنْ فِي سُجُونِ الْبَغْيِ مُنْعَفِرًا
فلَيْس غيْرُ الْقُوَى يَبْغِي لَهُ الْفَرَجَا
عَيْنُ الْمُرُوءَةِ فِي الْأجْسامِ قدْ نَضَبَتْ
وصَارَ بَعْضٌ لِبَعْضٍ مَأْكَلًا نَضِجَا
لقدْ بُلِيْنا بِقَومٍ كلُّهُمْ خُبَثَا
سِوَى الجَرائِمِ لا يَبْغُونَها نُهُجًا
"فِرْعَوْنُ" قَدْ كان يَسْتَحْيِ النِّساءَ وهَا
أٌولاءِ خاضُوا إِلى إِعْدامِها اللُّجَجَا
أَخْزَى الْخلائِقِ هُمْ قوْمٌ صَهَايِنَةٌ
لا يَطْرَبون إذا لَمْ يُهْلِكُوا الْمُهَجَا
لا يَرْقُبونَ لَنا إِلًّا ولا ذِمَمًا
إلّا الْعَمِيلِ الّذي مِنْ دِينِهِ خَرَجَا
لَمْ تَبْقَ أَرْضٌ مِنَ الْفَحْشَاءِ ما زَرَعُوا
لِمْ لَا وَهُمْ لَمْ يَرَوْا سَفْكَ الدِّمَا حَرَجَا
اَلْعارُ مَأْكَلُهُمْ والْظُّلْمُ مَوْئِلُهُمْ
والْغَدْرُ دَيْدَنُهُمْ والنَسْلُ ما سَمُجَا
لا طِفْلَةً تَرَكُوا كَلّا ولا هَرِمًا
طُوفانُهُمْ لَمْ يَذَرْ نُوحًا ومَنْ ولَجَا
يا أُمّتِي أَوْقِدِي ضَوْءَ الرَّجاءِ إذا
ظُلْمُ الْوُحُوشُ طَغَا دَيْجُورُهُ ودَجَا
لَيْلُ التَّجَبُّرِ والْإِسْفافِ مُنْهَزِمٌ
إذا تَنَفَّسَ أَنْفُ الصُّبْحِ مُنْبَلِجًا
لا تَرْتَجِي اللِّيْنَ مِنْ قَوْمٍ جَبَابِرَةٍ
قَدْ خابَ مَنْ ظَنَّ إِعْجَازَ الرّدَى وَرَجَا
قَدْ قُلتُ ما قلتُ والْأحْوالُ شاهِدَةٌ
أنَّ اللِّسانَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ما لَهِجَا.
محمد دانسو دانسولا