يــنــام الــــنـازفــون ولا تــنـامُ
وللآهــات فـي دمــك ازدحــامُ
..
تـراءتْ ذكريـاتـك في الديـاجي
نـجــومـاً لا يــغــيّــبـهـا ظـــلامُ
..
هـنـاك اخـضـلّـت الأيـام عـمـراً
تـنـامى في مـواسمـه الـغـرامُ
..
وأورق في ربــيـع الـدهـر دنـيـا 
بها للشمسٍ والصبـح ابـتـسامُ
..
هنـاك ديـارك الأبـهى وعـشـقٌ
يـجـود عـلى مـرابـعـه الـغـمـامُ
..
فمـا يُـدنـيـك والمـنـفى بــعـيـدٌ
ومـا تـرجــو وقـد عَــزَّ الـسـلامُ؟
..
تـولّى عمـرك المـنـفـيُّ عـنـهـا
إذا عــامٌ مــضـى يــتـلـوه عـامُ
..
فـهل يُـغـنـيـك عن فـقـدٍ بـكـاءٌ؟
وهل يُـجـديـك صمـتٌ أو كـلامُ؟
..
فكن عصفَ المنـايا في دجـاها
هـي الــدنـيــا صـدامٌ واحـتدامُ
..
ديارك تستـغـيث أسىً وتبكي
فـلـسـطـيــنٌ وبــغــدادٌ وشـامُ
..
وأهـلك أُهلـكـوا قـتـلاً وجـوعـاً
وأهل الأرض عن دمـهم نـيـامُ
..
بلى لم يُـبـقِ فيك الصبرُ صبراً
ولن يُـنـجي من الموت انـهزامُ
..
فـمـا للـمـوت الا الـمـوت نــدٌّ
يـمـوت الـيـعـربـيُّ ولا يُــضـامُ
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام