ومضات مع الهجرة
لـمـكـــةَ شـــأنٌ والـحـكــايــةُ يــــثــرب
هُــــنـاك لـديــن اللهِ مَـجـــدٌ يُـــنــســـبُ
وبــيـن ذُرى الـنَّـجــديْـنِ أنْزَلَ وحــيَـــهُ
مُـحـمَّــدُ يـتـلــوْ والـمـصـاحِـفُ تُـكـتَـبُ
ولـكـنَّ دَعــوَى الـجـاهـلِـيَّـةِ مـا خَـبَـــتْ
بـكـلِّ دُرُوبِ الـرُّسْـلِ كـانـتْ تُــنْـصَــبُ
عـلى غُـرَرِ الإسـلامِ جُــنَّ سَـعــيـرُهُــمْ
بِــلالُ عـلى الــرَّمـضـاءِ كــان يُــعَــذَّبُ
ويـاسِــرُ إذْ يُـغـشِـيـهِ طَــعــنُ سُــمَــيــةٍ
ويَـشـهَــدُهُــمْ عَــمَّــارُ وهــو مُــصَـلَّـبُ
وفـي شِـعــبِ هــاشِـمَ إذْ تُــقــاطـعُ ثُـلَّــةٌ
يَـقُــوتُــــونَ أعــوادًا وعَــزَّ الـمَـهْـــرُبُ
كــذلـك إرهـــابُ الـطُّـغـــاةِ لِـشَـعـبِـهِــمْ
ومــا زالَ ذاكَ الـنَّـهْــجُ فـيـنــا يُـطـلَــبُ
أبـــيْـــتَ رســـولَ اللهِ كُــلَّ جَــهـــالَــــةٍ
ولُــذْتَ بِـمَــنْ لِـلـحَــقِّ بــــانَ الأقـــرَبُ
فـأودَعــتَ صَـحـبـًا لـلـنَّـجـاشِي حِـقـبــًة
وكـان جــديـــرًا بـالـجِــوارِ وَيَـــرغَــبُ
ولــكـنَّ شــأنـًا فـي مُـقــامِــكَ وانـتـهــى
بِـمَــكــةَ إذْ يُــرجَـى الـفِــراقُ ويُــنْــدَبُ
عـلـيُّ فــكُـنْ أنـــتَ الـفـــداءُ لِــرِحـلـــةٍ
تـبـيــتُ بِـمَـهــدِ المُـصـطـفـى تـتــوثَّـبُ
فـأغـشـيَــتِ الأبْــصـارُ حــولَ مُـحـمــدٍ
ومـا زاغَ عـن دربِ الـنَّـجـاةِ مُــقَــرَّبُ
أعِــدِّيْ لـنـا ذاتَ الـنِّـطــاقـيـنِ ضَعـنَـنـا
وغَـمِّـي من الأخــبــار مـا يَـتــســــرَّبُ
أبا بـكــرَ هــذا الــيــوم أنــت بـصـحـبـةٍ
بـهـا الـفـخــرُ ما قـامَ الأنامُ لِـيـصحَـبُـوا
فَـصِـرْتَ عـلى بحـرِ الـهَجـيـر مهاجِـرًا
وقِــصَّـةُ غــارِ الـمُـعـجـزاتِ وأعـجَــبُ
سُــراقــةُ يَـحـظـى بالـكُـنُـوزِ بِـصَـفْـقَــةٍ
ومـا كــان ذاك الأمـــرُ فـيـمـا يُـحـسـبُ
وسـافـر ركـبُ الـمـصـطـفـى بـعـنـايــةٍ
مـن اللهِ إذْ تُـطـوَى الـدُّروبُ وتَــقـــرُبُ
رســولٌ وصِـدِّيْــقٌ وسُـحـبٌ تُـظِــلُّـهــمْ
على مـوعِـدِ بالـصَّـحـب والكـلُّ يَـرقُـبُ
على الـدُّفِّ غَـنُّـوْا بَـلْ بِـنـبـضِ قُـلـوبِهِمْ
فـقـد طـلـعَ الـبــدرُ الـمَـهِـيْـبُ الأهْـيَــبُ
وقـــام رســولُ الـحــقِّ يُـنــشـئ دَولَـــةً
على الـعــدلِ لا ظـلـمـًا وحـقــًّا يُـسـلَـبُ
فـصـار جـمـيـع الناس في الـديـن إخـوةٌ
وكـانـوا عـلـى كــلِّ الـمــدائِــنِ أغـلــبُ
ســوى أنـنـا عُــدنـا لـسـابِـــقِ ظُــلــمَــةٍ
على الجـهـل نحـيـا في الأنـام ونـطـربُ
نُـقَــتَّـــلُ ظُــلــمـًا أو نُـهَـجَّـــر عُــنـــوَةً
وكُـلُّ حُـقــوقِ الـخَـلــقِ عَـنَّـا تُـحـجَـــبُ
رُمـيـنـا ومِـن شَـــرِّ الـمَـفــاسِـدِ كـيـفـمـا
أراد الـعِــدا مِـنَّـا ولــمْ نَـــكُ نَـغْــضــبُ
فــآنَ لـنـا صَـــــدُّ الـجـهـــالـــةِ والـعِــدا
وما رسـمــوا فـيـنـا الـخـلافَ وخَـرَّبـوا
نُـعـيــدُ لـنـا مَـجــدًا وأرضــًا تَـمَــزَّقَــتْ
ولـلـقــدسِ مـا فـوق الـمـنـابـر يُـخـطَـبُ
بـحــقِّ نِـــداءِ اللهِ فــي جَــنَــبــــاتِـــهـــا
وفـي ذاك نَـصــرٌ والـشَّـهــادةُ تُـطـلَــبُ
علي الفريحات