مـادت بـنا الأرضُ والأنـذالُ قد خانوا … واستوطنتْ في قلوبِ الناسِ أحزانُ
تـأبى الـخطوبُ رحـيلاً عـن مـرابعِنا … مـذ سـادَ فـي النّاسِ رعديدٌ وخوانُ
ألـظـلـمُ يـفـتـكُ بـــالأرواحِ يـهـلـكُها … والـقـلبُ صــارَ كـمـن وافــاهُ بـركانُ
الـنـفـسُ تــألـمُ والآهـــاتُ تـحـرقُها … حـينَ اسـتبدَّتْ بـأمرِ الـخلقِ جرذانُ
ربـاهُ تـشكو إلـيكَ الـنفسُ مـن فتنٍ … فـيـها الـلـبيبُ كـريمُ الأصـلِ حـيرانُ
فـرعـونُ عــادَ وعــادت كـلُّ طـغمتِه … قـــارونُ يـحـكـمُ والــعـرّابُ هــامـانُ
إعــلامُـهـم دَجَــــلٌ رُوّادُه سَــقَــطٌ … لا يــعـتـريـهِ ســــوى زورٌ وبــهـتـانُ
دسـتـورُهـم تُــرَّهـاتٌ قــامَ يـكـتبُها … ربُّ الـسـوابقِ حـشّـاشٌ وسـكـرانُ
أمّــا الـفـتاوى فـحـدِّثْ دونَـما حـرجٍ … إفـــكٌ يـلـوحُ وقــد أمــلاهُ شـيـطانُ
زوراً تــــورَّطَ فـــي إصــدارِهـا نــفـرٌ … أهـلُ الـنذالةِ والإسـفافِ مـذ كـانوا
يــا أزهــرَ الـخيرِ قـد وافـتكَ جـائحةٌ … كـأنـها مــن عـظـيمِ الـهولِ طـوفانُ
فـيـكَ الأكــارمُ قــد هــدَّتْ عـزائمَها … تـلكَ الـخطوبُ وكم من هولِها عانوا
أمّـا الـسجونُ فـقد ضـاقت عنابرُها … ذو الـعقلَ يـسجنُ والمعتوهُ سجّانُ
الـبلطَجِيُّ غدا في النّاسِ ذا شرفٍ … أمّـــا الـشـريفُ فـلـلأوطانِ مـخـتانُ
صـهـيونُ بــاتَ قـريرَ الـعينِ مـبتهجاً … وابــنُ الـعـقيدةِ قــد وافــاهُ خــذلانُ
بـئسَ الـجيوشُ جـيوش الذلِّ تقتلنا … أمــــا الــعـداة فـأصـحـابٌ وجــيـرانُ
يـا مُـشعلَ الـنّارِ فـيمَ الـنّارَ تشعلُها … تـــردي الأخُـــوَّةَ والأحــقـادُ نـيـرانُ
يا جيشَ مصرَ متى الأوغاد تخلعهم … حـتـى يـعـودَ إلـيـكَ الـعـزُّ والـشـانُ
يــا أمَّــة َالـخـيرِ إنَّ الـنـصرَ مـوعدُنا … مـهـما تـطـاولَ فـي الأكـوانِ أقـنانُ
أرضُ الـكـنـانةِ عـيـنُ اللهِ تـحـرسُها … فـيـها الـهـواصرُ مــا ذلّـوا ولا هـانوا
تـأبى الأسـودُ عـبيدَ الغربِ تحكمها … الــنـفـسُ تــرخـصُ والأرواحُ أثــمـانُ
نافذ الجعبري