فرحةُ العيدِ

يـا ليلةَ العيدِ جولي في ذرى أفقي
ولـتـعـزفي لحـنَ حبٍ جـاوزَ الأمدا

لُفـّي النجومَ بعطرِ الحبِ وارتَعِشي
من شهقةِ الكونِ في الأرجاءِ مُرتعِدا

هـا قـدْ أطـلَّ نسيـمُ الحبِّ يغمـرُنا
بفرحـةِ العيدِ طـابَ اليومَ مُعْتقـَدا

رغـمَ المـرارةِ والأوجـــاعُ تغمـرُنــا
بـرغــمِ سـودِ اللّيـالي تُغْـرقُ الأبدا

رغــمَ الدمـاءِ بأوطـاني قـد انفجرتْ
والنـذلُ في الساحِ خانَ الأهلَ والبلدا

يا فرحــةَ العيـدِ كوني وانشري أملاً
لــدى وحــيـدٍ بكـربٍ لا يـرى أحـدًا

أو للـثـّكــالـى بــلا زوجٍ ولا ولــــدٍ
أو للـيتــامى بـليـلٍ طـالَ واتـَّـقــدا

أو للغـريـقِ بجـوفِ الـمـاءِ تحـسـبـُهُ
مـن شـدةِ المـوتِ بحـرًا يقذفُ الزبدا

يـا فـرحـةَ العـيـدِ ضُمّي اليومَ أعظمَنا
ولْـتـَنـثُـريهـا بجفـنٍ في الجوى سَهِدا

ولـتـجـمـعـي هـذهِ الأشـلاءَ قـاطـبـةً
عـلّي أرى فيـكِ سيـفَ الحـقِ قـد وُلدا

قد طـالَ ليـلي وسَـوطُ الظلـمِ يجلـدُني
قل لي أخا العربِ هل شمسي تطلُّ غدا

شـوقُ الـكـرامـةِ شـقَّ اليـومَ أوردتـي
والجـسـمُ خـارَ فـمـَنْ ذا يُسـنـدُ الأوَدا

يـا موطـنـًـا بـاتَ في الآلامِ مُنـغَـمسًـا
سيـفُ الأخــوةِ في الأوحــالِ قـد غُمدا

والأنـْجُـمُ الـغُـرُّ في تـاريــخِ أمّـتِـنــا
غـارتْ بليــلٍ مضى بـل ضـاعَ مُبتَـعِـدا

حــتــامَ نـمـضـُغُ مُـرًّا حنـظـلاً عفِـنـًا
وفي بـسـاتينِـنـا طـِيـبٌ يضيـعُ سُـدى

حتــامَ نـَمـضي وطـعـمُ الذلِّ في فَمِنا
يَسـقـي ضميـرًا بجوفِ العارِ قد رَقـَدا

حتـام حتـام ضـاق السـؤل في خلـدي
سـألـتُ للـكَـربِ ربّي الـواحـدَ الأحـدَا

ريما البرغوثي