أفــرُ مـن الـزّحام إلـى الـزّحامِ
ومن بعض السّواد إلى الظلامِ
ومـن مـوتٍ تناثر خلف ظهري
إلــى مـوتٍ تـكاثر مـن أمـامي
ومـــن أشـــلاء أفـكـارٍ بـعـقلي
إلــى وطــنٍ تـغـطّى بـالـحُطامِ
ومـن ظـلمٍ إلـى ظـلمٍ وبـطشٍ
ومـن عـصر الإمـام إلى الإمامِ
ومن حربٍ على وطني تمادت
إلـى حـربٍ تـغــلّـف بـالـسـلامِ
ومـن بـؤسٍ يـغادر بـعد عـنفٍ
إلـى بـؤسٍ يـفاخر بـانضمامي
ومـن لـصٍ يـعيش على فُتاتي
إلـى لـصٍ تمدّد مــن طعامي
ومـني كـلــمـا حـاولت عـتقي
إلـى سـجنٍ يـضيق به منامي
ومـن خـصمٍ تبسّم لي بوجهي
إلى خصمٍ سيفجر في خصامي
ومـنـها كـلــمـا افـتعلت غـياباً
إلـيـها كــلــمـا شـاءت مـلامي
***
أفــــرُ ولــسـت أدري أي أرضٍ
سـتجمع مـا تـناثر من عظامي
أفــرُ ولـسـت أعــرف أي لــونٍ
سـيَطلي ما تنحنح من كلامي
ولــكــنّـي أفــــرُ إلــــى قــــرارٍ
بـه سـأشد في الأمر اعتزامي
إلــى بـــاب الــذي مــا ردّ عبداً
بـبـاب الله قــرّرت اعـتـصامي
_________
وليد الشرفي