في أثناء الزلزال ظهرت بعض الرُّسوم السَّاخرة وبعض الوجوه المقيتة الضَّاحكة، وسُمِعتْ
بعضُ الأصوات النَّاشزة الشَّامتة بما حلَّ من بلاءٍ بالعباد والبلاد، فكانت هذه الأبيات.

ألا أيُّـهـا الـضَّـاحـــكُ الــسَّـاخـرُ ويـا أيُّـها الـمجـرمُ الـماكرُ

أسَــرَّك مــا قـد أصـاب الـبـلادَ وأشقى الـعـبـادَ أيَـا فـاجـرُ

أتـهـزأُ مــــمَّـن طــواه الــرَّدى وأوْدى به حـظُّـهُ الـعـاثـرُ

ومـمَّـن يـئِـنُّ لـهـوْلِ الـمُـصابِ ومَـن بات لـيس لـهُ ساتـرُ

يـعـاني الأمَّـرَّيْــنِ مـن رَجـفـةٍ وزلــزلــةٍ سَـيْــفُـهـا باتـرُ

أم انَّ صراخ الـثَّـكـالى لـديْــكَ وأنَّـاتهِـنَّ صــدًى ســاحـرُ

تـراه كـرشْـفـةِ كـأسِ الــمُــدامِ ووصلٍ يـقـوم بـه العـاهـرُ

أتـبـخـلُ حتى بـبـذلِ الـشُّـعـورِ يَـمِـيـزُ مَـلامِـحَـه الـنَّـاظرُ

فـشـتَّـان بـيـن ضـمـيـرٍ نـقـيٍّ وآخـرَ فـي غــيِّــهِ ســـادرُ

وشـتَّـان بــيـن أصيـلٍ نـبـيـل ووغــدٍ تجـاهُـلُـه ظاهـرُ

مناظرُ قدَّت صليبَ الصُّخورِ بكى وقـعَـهـا الـبَرُّ والكافرُ

وبات القريبُ وبات الغريبُ يـغـالِـبُـه الـوجَـعُ الـسَّـاهـرُ

وأنـت بـلا ذرَّةٍ مـن شـعـورٍ يسوقك طبعُ الأذى الغـادرُ

عـلــيْــكَ مـن الله لـعْــنــاتِـهِ ألا أيُّهـا الـسَّافـلُ الـصَّاغـرُ

محمد عصام علوش