قالَ الصِّحابُ: تَصَهْيَنَ الْأَكْرادُ *** وَغَدَوْا دُمى يَلْهو بِها الْموسادُ
فَأَجَبْتُ: لَوْ أَمْسى صَلاحُ الدّينِ في *** (كَرْكوكَ) لَأْتَمَرَتْ بِهِ الْأَوْغادُ
وَلَرُبَّما سَلَّ الْأَعارِبُ جَهْلَهُمْ *** كَمْ مِنْ شَريفٍ أَعْدَمَ الْجَلّادُ!
وَلَرُبّما سَيَموتُ مَسْجونًا وَما *** فُكَّتْ، بِرُغْمِ مَشيبِهِ، الْأَصْفادُ!
وَلَرُبَّما سَيَموتُ مَسْمومًا وَما *** جَهِلَ الَّذي قَدْ سَمَّهُ الْأَشْهادُ!
وَلَرُبَّما … أَلْفُ احْتِمالٍ بائِسٍ *** في أٌمَّةٍ أَتْراحُها أَعْيادُ!
كَمْ غَرَّ شَعْبًا مَنْ بَغَوْا تَقْسيمَهُ *** فَكَأَنَّما في الْعَيْنِ ذُرَّ رَمادُ
ما عادَ يُبْصِرُ غَيْرَ راياتٍ زَهَتْ *** كَمْ بـِ(الْبَلالينِ) الْتَهَتْ أَوْلادُ!
لَيْسَ الَّذينَ تَراهُمُ الْأَكْرادُ، بَلْ *** مِنْ دونِ (أَلْ) نَكِراتُهُمْ تُصْطادُ
لا غَرْوَ أَنْ تَصْطادَ ذُؤبانُ الْغَضا *** مَنْ طالَهُ الْإِقْصاءُ وَالْإِبْعادُ
اَلْعُرْبُ وَالْكُرْدُ الْأَكارِمُ إِخْوَةٌ *** وَبِمَنْ يَرُدُّ الْحاقِدينَ يُشادُ
مِنْهُمْ صَلاحُ الدّينِ … كَمْ مِنْ شاعِرٍ *** قَدْ هَزَّهُ في مَدْحِهِ الْإِنْشادُ!
حُكّامُنا تَخِذوا الشُّعوبَ عَبيدَهُمْ *** أَعَلى عَبيدٍ يُشْفِقُ الْأَسْيادُ؟!
وَتَنَكَّرَتْ عَبْسٌ لِعَنْتَرَةٍ، وَما *** وَفّى الَّذي وَعَدَ الْفَتى شَدّادُ
لا تَعْتِبوا إِنْ لَمْ تُحَرِّرْ أُمَّتي *** لِلْآنَ قِبْلَتَها فَذاكَ يُرادُ
ما كَرَّ عَبْدٌ كَيْ يُحَرِّرَ حُرَّةً *** سُبِيَتْ وَصارَتْ مِثْلَهُ تُقْتادُ
أَنَّى سَيَدْخُلُ جَيْشُنا الْأَقْصى وَفي *** أَوْطانِنا يُسْتَهْدَفُ الْعُبّادُ؟!
لَوْلا الَّذين تَصَهْيَنوا مِنْ عُرْبِنا *** ما نامَ في حِضْنِ الْخَنا أَكْرادُ
إِنْ أَمْسَتِ الْأُمُّ الْعَفيفَةُ مومِسًا *** فَعَلام لَوْمُكَ إِنْ زَنى الْأَوْلادُ؟!
وَإِذا دُوَيْلاتُ الصُّمودِ تَساقَطَتْ *** لا غَرْوَ أَنْ يَتَساقَطَ الْأَفْرادُ
يا أُمَّتي، لا تَحْزَني وَاسْتَبْشِري *** بَعْدَ الْمَخاضِ وَعُسْرِهِ الْميلادُ
إِنْ تَأْلَمي فَلَقَدْ تَمَنَّتْ مَرْيَمٌ، *** رُغْمَ الْبِشارَةِ بِالْمَسيحِ، تُبادُ
هُزّي بِجِذْع الصَّبْرِ تَسّاقَطْ عَلى *** شَطِّ الْفُراتِ وَدِجْلَةَ الْأَمْجادُ
وَلْتَسْألي النَّصْرَ الْمُهَيْمِنَ وَحْدَهُ *** ما كانَ يَنْهَرُ سائِليهِ جَوادُ
____________
جواد يونس