وكم من شاهدٍ عبر الخوالي
يصدُ الريحَ تشهدهُ التوالـــــي
******
ألم تر كيف كان المجدُ طُرًا
تُناطِحُ رأسهُ السُحب العوالي
*****
وكم شمخت حصونٌ وهي توحي
بعُمقٍ قد تجذَّر مُذ بدا لـــــي
****
وما وهنَ الأساسُ بِها ولولا
عميقُ الجذرِ ما انبثقت دوالي
*****
سل الأهرامَ مُذ قامت لتروي
وكم من شاهدٍ بالسُمقِ تالِ
****
فمِن رحمِ الزمان ربت وها قد
لها خرَّت من السُمقِ الأعالي
****
ورائِحةُ الخلودِ إليك تُنبـــي
بِما شممٍ بِه اختصَ البوالي
*****
فكيف الآن تُسلبُ من مداها
وتوشِكُ أن تكون إلى زوالِ
*****
بِما خلفٍ تنصلَ من رِقاعٍ
لها خطَّ الرعيلُ من الكمالِ
*****
وكم من لوحةٍ نُقِشت تلَّهى
عن المضمونِ في عمدٍ حيَّالي
****
شبابٌ قد تأنثَ حيثُ ابدى
بِما لم تأتٍ من غنجٍ سوالي
*****
ببِنطالٍ تقطــَّعَ أو بإســــتٍ
بدا من خلفِ ديوثٍ مِثالي
*****
لحاهُ اللهُ من سبرٍ تــــردَّت
بهِ ذات العمادِ إلى السِفـــالِ
*****
ألا من وقفةٍ للهِ حتــــــى
تردُ البعضَ عن سوءِ المـــآلِ
____________
عبد الخالق شويل