9 يونيو, 2013 وأنين الطفل يروعني
من وجه هذا العالم
المحفور والمنقوش
من كل من عبروا
سراعا الى حيث يعلمون
أو لا يعلمون
من عبث الانسان
من نزغ الشيطان
من الموجود واللاموجود
على خرائط قوافل العير والطائرات
من الفتوحات والاحتلالات
من التاريخ ومن الحاضر
من الحرية البيضاء
والحمراء
من العبودية السمراء
من القصور من المحاجر
من عشق عذري
من عشق لا عذري
من الشمال
من الجنوب
ممن آب أو لايؤوب
من الشرق من الغرب
ممن كره ومن أحب
من الربيع الانساني
من الجفاف الشيطاني
من قلادات الذهب
من أساورمن خشب
من الصعود الى القمر
من البقاء بين الحفر
من الأنثى من الذكر
من مجد يصنعه الحمقى
بقيادة شعب نحو الموت
من صمت سجين ذرف الدمع
فاختنق الصوت وغاب السمع
من شعب يملك طائرة
أو شعب يملك عاهرة
من جيل يعرف أبائه
أو جيل ضيع أشلائه
من صوت الروح بداخلنا
من صوت الريح بخارجنا
من عرس في ليلة جمعة
أو عرس في يوم آخر
من رمية صياد ماهر
من رجفة ريش
من طائر
….من موكب مأفون يدعى
من جفلة مقهور يسعى
من ماء البحر وماء النهر
وماء الطلع وماء الزهر
من ثورة حب أو شك
من ثورة ظلم أو قهر
من موجة صدق في الشطآن
أو موجة كذب من ربان
من غسق شتوي العتمة
أو كسف يصطنع الظلمة
من كل حديث للتجار
أو كل نهيق للفجار
من أروقتي من أشرعتي
من هذياني من عاري
من خيل الصبح إذا غارت
وأحلت بالدار بُوُار
من صبح قد ساء بقوم
بدماء نقعت بغبار
من كل الرائي والمرئي
والساكن قهرا والجاري
فأنا معني بالدمعة
والضحكة في عين الأطفال
أو ليس الدنيا ضحكتهم؟
أوليس الحزن بدمعتهم ؟
فعيون الطفل لها لغة
ولها صوت وبها إجلال
وأنين الطفل يروعني
زلزال يضرب في عمقي
وبكاء الطفل على الشاشات
يمزق مني أشرعتي
فأتوه ببحر من حزن
عربي في كل الشطآن
فلعل الموج له سكن
فتعانق عيني بر أمان
وأمرغ وجهي أو لغتي
برمال البحر الغزية
وأنام قريرا في بغداد
بسواحل دجلة المنسية
وأشم الرمل الى رئتي
من موجة ماء في طرطوس
أو نسمة برد حلبية.
شعر:عادل السرحان